(1) سـمـرقـنـد
المـاءُ أودَعَـهـا سَـريرتـَـه ُ ..
وأوْدَعَـتِ الـطـفـولـة ُ جـيـدَهـا
عِـقـد َ الـبـراءة ِ ..
والأمـومـة ُ ؟
أودَعَـتْهـا رِقـَّـة َ الـقـلـب ِ الـجـلـيـل ْ
*
والـروض ُ ؟
أودَعَ ثـغـرَهـا
وَهَـجَ الـقـرُنـفـل ِ
في الأصـيـلْ
*
والـليـلُ ؟
أودَعَ شـامَـتـَيْـهـا
جـفـن َ
مُـقـلـتِـه ِ الـكـحـيـلْ
*
وأنـا ؟
أنا أوْدَعْـتُ كـوثـرَ نـَهـرهـا
جُـثـمـان َ بُـسـتـانـي القـتـيـل ْ
*
يُـحـيـي رمـادَ الـنـخـل ِ كـوثـرُهـا
فـيُـبْـعَـث ُ مـن جـديـد ٍ
مُـثـقـَل َ الأعـذاق ِ بالذهَـب ِ الـنـضـيـد ِ
وبالـهـديـلْ
*
نـَسَـجَـتْ لـهـا الأشـذاءُ بُـرْدَتـَهـا ..
يـكـادُ يـصـيـرُ عُـشـبـا ً
تحـتَ خـطـوتِـهـا الـحَـجَـرْ
*
ويـصـيـرُ " قـنـدا ً " حَنـظـل ٌ ..
وسُـهـادُ مـهـمـوم ٍ " سَـمَـرْ " !
*
تـمـشـي فـيَـحْـتـفِـل ُ الـرصـيـف ُ ..
ويَـنـتـشـي
لـرنـيـم ِ خـطـوتِـهـا
الـوَتـرْ
*
تـُدنـي " سَـمَـرْقـنـدُ " :
الـفـراديسَ الـبـعـيـدة َ من عـيـونـي ..
والـرصـافـة َ من سـفـيـنـي ..
والـربـيـع َ الـثـرَّ من حـقـلـي ..
ومـن صـحـراء ِ قـافـيـتـي المـطـرْ
*
وتـَـنـش ُّ ذئـبَ الـحـزن ِ
عن غـزلان ِ روحـي ..
تـوقِـظ ُ الأوتـارَ في قـيـثـار حـنـجـرتي ..
يُـضـاحِـكـنـي الـنـدى
فـأعـودُ ـ في الخـمـسـيـن ـ طـفـلا ً
بـيـتـه ُ الـدنـيـا ..
ودُمْـيَـتـُـه ُ الـقـمـر ْ !
*
وأعـود ُ من سَـفـر ٍ خـُرافـي ٍّ
لأبـدأ
فـي سَـفـر ْ
*
تـُدني " سَـمَـرْقـنـدُ " الـمـآذِن َ من خـطـيـئـاتي
فـيـغـدو مـأثـمـي نـُسْـكـا ً
ووحـلـي سَـلـسَـبـيـل ْ
*
وأُعـيـد ُ تـرتـيـب َ الأمـانـي في كـتـاب ِ الـعـمـر ِ ..
أجـثـو راعِـفـا ً
مُـسْـتـَجْـديـا ً غـَرَقـي بـكـوثـر نـهـرهـا الصـوفـي ِّ ..
أرمـيْ بـيْ إلى بـئـر ٍ
لـتأتـيـنـي بـحَـبْـل ٍ مـن جـدائـلِـهـا ..
" سَـمَـرقـنـدُ " اخـتِـصـارٌ للـخـرافـة ِ
في كـتـاب ِ الـمُـسـتـحـيـلْ
*
وأنا اخـتِصـارٌ لـلـغـد ِ الـمـجـهـول ِ
والأمـس ِ الـقـتيـلْ
**
ضـوئـيَّـة َ الشـامـات ِ :
" عشـقـائـيـلُ " أوْكـل َ لـيْ
رسـالـة َ أن ْ أبَـشـِّـرَ بـاسْـمِـك ِ
الـوطـن َ الـعـلـيـلْ
*
أنَّ الـهـوى
سـيُـعـيـد ُ لـلـبـسـتـان ِ
عـافـيـة َ الـنـخـيـلْ
*
فـأنـا :
رسـولُ هـواك ِ
لـلـزمـن ِ الـجـمـيـلْ !
**
(2) ضوئية الشامات
ليس اتـِّـهـاما ً :
أنت ِ ما أبقيت ِ لامرأة ٍ بقلبي فسحة ً ..
ومسحت ِ من مرآة ِعينيَّ الوجوه َ
فلستُ أذكرُ مَنْ تكون ُ " مَهـا " ..
ومَنْ " ليلى " ..
و" سلمى " ..
مَنْ أكون ُ أنا ؟
أضعت ُ الذاكرة ْ ..!
*
وحكمتِني بهواك ِ ماعشتُ الحياة َ
وأن يكون كتابُ حبك ِ
في يميني
حين أبعث ُ من رماد ِ العشـق ِ
يومَ الآخرة ْ
*
وسرقتِني مني !
أعيديني إليَّ ..
فليس ما بيني وبيني ألفة ٌ تـُرجى ..
ولا مابين أغصاني وجذري آصِرة ْ
*
ليس ادِّعـاء ً :
لم أكن أدري بأنك ِ
سـاحرة ْ !
*
غيّرت ِ ميلادي ..
وعاطفتي ..
وشكلَ ملامحي ..
وجميعَ عاداتي القديمة ِ !
لم أعـدْ أغوي الحمائمَ لارتياد ِ حديقتي ..
ماعادَ يُسـكرني مرورُ يدي على خدٍّ
وتمسيدُ النهود ِ
ولثمُ ورد ِ الخاصرة ْ !
*
ونسيتُ كأسا ً
كنت قبل شذا رحيقِـك ِ
لا أملُّ مُسـامِرَه ْ
*
تسْـتكـثرين َ عليَّ حـزني ؟
أخرجيني منك ِ ..
أين البابُ ؟
مُـغـلـقـة ٌ عليَّ الدائرة ْ !
*
ليس انحيازا ً لانتِصاح ِ اللائمين َ ..
وليس من طول ِ المسافة ِ
بين أشرعة ِ السؤال ِ
وبين ميناء ِ الجوابْ :
*
قررتُ إسدال َ الستارة ِ حول نافذتي ..
وتهشيمَ الكؤوس ِ ..
ورميَ ما أبقتْ لي َ الأيامُ
في كوز ِ الصَّـبابة ِ
من شرابْ !
*
ذبُـل َ القرُنفلُ ..
جفَّ ضرعُ النهر ِ ..
حانَ ترجُّـلي من صهوة ِ الأحلام ِ ..
آنَ ليَ التدثـُّرُ بالترابْ
*
البردُ وحشـيٌّ ..
وأوصَـدَ دفئك الصوفيُّ دوني كلَّ نافذة ٍ
وبابْ ..
*
ليس انتظارا ً للقصيدة ِ :
مَـدَّ من ورق ٍ بساطا ً
تحت شرفته الكسيرة ْ
*
لكن ْ :
ليكتبَ قبل َ رحلتِه ِ
وصِـيَّـتـه ُ الأخيرة ْ !
*
ليس احتجاجا ً ضـدَّ دجلة َ والفراتْ :
حطـّمتُ مجدافي ..
وصاريتي ..
وأيقظتُ الزلازل َ
والأعاصيرَ السُّـباتْ
*
ضوئية َ الشامات ِ :
آن َ لسندبادك ِ
نشر أشرعة ِ الجنون ِ
فلا تمدّي للغريق ِ ـ إذا استغاث َ ـ الحبل َ
أو
طوق َ النجاة ْ
*
ليس انتقاما ً منك ِ :
قررتُ الرحيلْ
*
ليجفَّ من عطش ٍ دمي ..
فأجيئ نهرَك ِ مُـطـفِـئـا ً جـمـري
بأعذب ِ سلسبيل ْ
****