تجربة بصرية جديدة لفيصل الخديدي... «ثمة ما يستحق»... تثير تساؤلات فلسفية
الطائف الحياة - 17/02/09//
لا تبدو تجربة التشكيلي فيصل الخديدي عادية، ويمكن تلقيها بسهولة. فهي تجربة عصية على التلقي السريع، لا تسمح بالقفز عليها سريعاً إلى أخرى. إنها تستوقفك، تشد انتباهك رغماً عنك أحياناً. هذا ما يمكن ملاحظته أو الشعور به حين مشاهدة، جزء من تجربته الجديدة، التي عرضها في جمعية الثقافة والفنون في الطائف أخيراً، وكانت ثمرة اشتغال دام سنوات. 15 قطعة من تجربة بعنوان: «ثمة ما يستحق».
وكان اللافت في طريقة عرضه للأعمال أنها عرضت في ثلاجات كبيرة وسط أكوام الثلج، وعرضت الأعمال في أكثر من ثلاجة ذات واجهات زجاجية في دلالات فكرية تحدث عنها زملاؤه الذين حضروا العرض، وهم أعضاء لجنة الفنون التشكيلية والخط العربي، إضافة إلى أعضاء ورشة العمل المسرحي. وقال الكاتب المسرحي فهد ردة الحارثي: «عاصرت تجربة الفنان فيصل الخديدي «ثمة مايستحق» من سنوات وكان عمله عليها دؤوب من جميع النواحي الفكرية والتقنية، وصولاً إلى أسلوب العرض ومسمى التجربة، الذي يفتح آفاقاً أوسع للتأويل بالتجربة. وقد أكرمنا في هذا المساء بعرضه الخاص الذي يستحق جهد هذه السنوات».
وقدم الناقد سامي جريدي قراءة مطولة عن التجربة نذكر منها: «التجميـد العكسي عند الفنان فيصل الخديدي» في «تجربته ثمة ما يستحق» تتمثل صيغتها التاريخية في تسجيلها السردي عبر ثقافة بصرية، تنطلق من أن ثمة أحداث وشخصيات وأشياء في هذه الحياة قد جُمّدت وحُنّطت بفعل مقصود أو لسبب من الأسباب، فلم تعد نابضة بالحياة بل غُيّبت ودُفنت وأُبعدت عن ثقافة العالم والمجتمعات». وذكــــــر النحات محمد الثقفي فذكر أن تجربة فيصل «تستحق الوقوف والتأمل فهي تمثل مشروعاً كاملاً، لم يطغ جانب فيه على الآخر، بل كان عملاً متكاملاً وكان وسيط الريزن واللدائن البلاستيكية خير وسط أعطى انطباع التجميد الذي قام عليه العمل». أما القاص عبدالعزيز عسيري فكانت نظرته للأعمال المجمدة، باعتبارها إرثاً إنسانياً سابقاً وفعلاً قادماً طوياً بالنسيان، ومورس عليه فعل التجميد قسراً مع أنه به ثمة ما يستحق». وقال الفنان فهد القثامي: «يعتبر مشروع التجميد عند الفنان فيصل الخديدي فلسفياً مهماً ولافتاً جداً، إذ يرتكز على نقاط عدة قوية تفتح مجالاً كبيراً للتساؤلات الفكرية، في الجوانب الثقافية والإنسانية في المجتمع العربي».