|
شدا الحادي و غنىّ العندليبُ |
تمامٌ في مرابعنا نجيبُ |
و بدرٌ في محاسنهِ و ظبيٌ |
جميلُ القدِّ ، أخلاقٌ تطيبُ |
و شمسٌ لو أرادَ القلبُ يوماً |
شموساً في مطالعهِ تجوبُ |
و إلفٌ و انعتاقٌ و اشتياقٌ |
و أصلٌ قد تولاّهُ حسيبُ |
فثمّةَ ذاكَ حسنٌ يا رفيقاً |
يمانيٌّ ، و لكنْ لا يُجيبُ |
بعيدٌ لا تراهُ العينُ عيناً |
و في الأضلاعِ موجودٌ قريبُ |
و ما سمِعَتْ لهُ الآذانُ صوتاً |
و لكنْ صوتُهُ نبضٌ رهيبُ |
ألا قولوا لمنْ عَشِقَ الغواني |
جمالُ الحسِّ و المعنى طبيبُ |
و طِيبُ الرّوحِ كالبستانِ دَوْحٌ |
يفوحُ بهِ العبيرُ و لا يغيبُ |
و لو قالوا تمنَّى يا عُبيداً |
لقلتُ لهمْ أمانٍ ..هل تجيبُ ؟ |
دعوني.. قد زرعتُ الأرضَ عشقاً |
فلم يَنبُتْ بها زرعٌ خصيبُ |
و قد أفلتْ شموسي ، ماتَ عشقي |
و قد جذبتْ حقولي و الدّروبُ |
يمانيٌّ تجلّى في سمائي |
نقيَّ الروحِ تنفحُهُ الطّيوبُ |
كنجمٍ لامعِ الأضواءِ ناءٍ |
تزيّنَتِ السماءُ بهِ تنوبُ |
فأجملُهُ بعيداً عن منالٍ |
عصيَّ القربِ رمزاً لا يخيبُ |
ورودٌ في الرّياضِ بكلّ لونٍ |
إذا قُطفتْ بأيدينا تذوبُ |
و بعض الورد قد قطفوا ليُهدى |
و باسمكَ قد أتاكَ فذا نصيبُ |
و ما كتبَ القضاءُ لك استباقاً |
فلا تمحيهِ في الدنيا خطوبُ |
يُعيُّرُنا الكثيرُ لخفقِ قلبٍ |
يحنُّ إلى الدّلالِ و يستجيبُ |
و تسحرُنا العيونُ و ما تجلّتْ |
بسحرٍ للعيانِ و قد تُذيبُ |
أيا صاحِي فدعْ لوماً لصدرٍ |
غدا وكراً لأطيافٍ تؤوبُ |
و هلْ عيباً إذا خفقتْ ضلوعٌ |
تعانقُ ذا الجمالَ ! فما يعيبُ ؟ |
جمالُ الرّوحِ شفّافُ السّجايا |
و هذا القلبُ لوّاعٌ حبيبُ |