اليومُ أحيا ... طفولتى
يا أختَ الغرورِ
تمهلى ....
آراك تنظرينَ للبشرِ من علِ
كسحابةٍ تعتلى هامتىَ
وتبصقُ مطراً على كاهلى
أو زورق جاوزَ الغرقىَ
وأطلقَ صَفيرا أصمَا معضلى
وأصابعُ تعتصر القلوبَ فى يديِك ... تعتصرَ أناملى
وتَطوى صفحاتٍ زانتُها أحلامى
وخطَ سُطورها خجلى
وعيونُ إن أدمعت فاضَ شجنى
وأغرقَ منى مجدافَى الراحلِ
وشفاهُ ...
لو تدرى ....
نسيتُها بزهرة شابة وضحكة طفلِ
شفاهُ ...
إن أطلقتَ عنانها ...
صاحت .... يا أختَ الغرورِ تمهلى
ولَملَمتُ أطرافى لضياعَ الأمل
وإحتويتُ بأكتافى حنيناً وبكاءْ
تجرعتُ يأسى فى كئوسٍ
تشكى الصدور وتلعقُ الشقاء
وحَطمتُ صمتى بحديثٍ كان منى
لموجَ البحور ونجمَ الفضاءْ
حديثُ جاوزا آذانَ البشر
وسكنتْ حروفه أنغامَ السماء
ونثرتُ أشعارى بين الطرقات
تشكو للعابرين حكم القضاءْ
وألقيتُ أبياتى خلف أسوارك
وتركت قافيتى وسطَ الفناءْ
علَ عيناك تراها يوما
وتصحو من جديد أصواتَ الغناءْ
وتراجعت خطواتى هاربة
وفى قصركَ المجهول تبغى لقاءْ
ومكثتُ فى سكونى أنتظرْ
فضاع الشباب فى سكون وإنتظارْ
مزقتُ بالأمسِ دفتر أشعارى
وهل يُجدى بعد الرحيل أشعارْ ؟
ما جدواها !!!
وقد كنتُ أذبحُها لعينيكَ قربانا خلف الأسوارْ
تسجدُ فى محراب شفتيكَ
وتضع على قبرَ حريتى أزهارْ
هدمتُ بالأمس معبدى
وأسدلتُ عن قصتى الأستارْ
قصةُ أمستْ فى الخيال .... ذِكرىَ
وسدا ركلته أقدام الأسرارْ
اليومُ ....
أحيا طفولتى
وغدا .... أحيا الشباب رحيلاً وأسفارْ
لستُ أمةً يا أخت الغرور
ولكنى اليومُ صرتُ من الأحرارْ