بكرت تشدُّ على أليم مصابي
وتُديفُ سمًّا ناقعًا بشرابي
وتعيدُ لي ذكرى حبيبٍ أرّقت
ليلي وهيضت عندها أعصابي
وتمزّق الصبرَ الوليدَ بخافقي
ليعاد لهو جهالتي بثيابي
وأنا الذي ودّعت كلَّ رغائبي
وتركتُ فيها جَيئتي وذهابي
ودعتها كي لا أعودَ لنزوة
كانت إهابي إن نزعتُ إهابي
أسري فيأخذني الجمالُ بسوحها
لنمارق مصفوفة وخوابِ
وأجوب أروقة الغرام كأنني
لصٌّ يذوب بلجّة وسراب
وتمدُّ لي كأسَ الوصالِ أناملٌ
مخضوبةٌ من أدمعي بخضابِ
خلّفتُ أوراقي على قيثارةٍ
بخيوطها قد زغردت أترابي
وهجرت في تلك الخمائل روضةً
زهت العقولُ بحسنها الخلاّبِ
إن تذرف الدمع السخينَ محاجري
وتكلَّ من ألم النوى أهدابي
ويضمّني الوجعُ الممضُّ بوحدة
تبدي جراحاتي لتعلم ما بي
وأظلّ مقرورَ الفؤاد من الضنى
ليسوؤني في الحالكات عتابي
فبرغم ذا وبرغم كلّ متاعبي
جلدٌ على الأيام والأحقابِ
فدع الهواجسَ للزمان فإنّني
فارقت كلَّ هواجسي وعذابي