نظر ذلك الرجل الثلاثيني في لحيته فرأى بصيص نور, فارتاع لأن النور مطلوب في كل شي إلا الشعر فظنها واحدة فإذا بها ثلاث شعرات.
قال المشيب غزا السوادَ بلحيتي هوّن عليك وهات أنبيك الخبرْ أولا ترى عُتم الليالي حُسنها صمتٌ وهمسٌ ثم يعلوه القمرْ فغدا إشارة حسنها وجمالها وبه يضاء الأنس والفرح ازدهرْ أوما تَرَي أنِّي فتيٌّ قلت لا, ليـ ـس الشبابُ ولا الزمانُ بمنتظرْ في كل واحدة حكاية عمرنا سنُّ الطفولة فالشباب المزدهرْ والآن جاء النضجُ في عهد الرخا يالهفَ نفْسِي ما المآل وما الخبرْ أحْسِنْ عزاءك في الشباب فإنه ماضٍ إلى بُعدٍ وليس بمستقرْ واصْبر فما أنتَ الذي فقدَ الشبا ب بورْدِهِ وربيعهِ ذاكَ النَضِرْ واغنمْ شبابكَ فالكهولة موئلٌ فيها لهُ دفن ٌ وموتٌ يحتضرْ وثلاث شعرات شكوتَ بياضَها فعسى جميع الخيرِ منها منتشرْ