مســـــــــــــــــــــــ ـيرة عاشق
جاءتك همسات المقلْ
تهديك أسوار الغزلْ
نظرٌ وهمسٌ بسمةٌ
تسبي وتسحر من عقلْ
تعطيك من نظراتها
سحراً يصيب وقد قتلْ
من كان قبلك تائهاً
عرف المحبة في عجلْ
يا قلب إنك غيرهم
تأبى وتطرد من دخلْ
يا قلب قد مزقتني
زمن الشدائد من خذلْ
وذهبت خلف اميرةٍ
هيفاء يقتلها الخجلْ
نظرت إليها كأنها
بدر لشعبان أكتملْ
أحببتها وعشقتها
ورجعت يقتلك الكللْ
أهدتك ضربة صارمٍ
وسقطت من أعلى الجبلْ
*****
يا قلب عش دنياك هلْ
يأتيك شيءٌ قد أزلْ
إنسى غوايات الهوى
واجعلهُ ممن يعتزلْ
واسكن لنفسك مفعماً
بالسعد يعمرك العملْ
إرجع لدنياك وعد
أحبب إلهك من جعلْ
الرزق لا يأخذهُ
غير الذي له قد حصلْ
والعمر مكتوب فما
للمرء غير المحتملْ
يا قلب أظللت الطريق
غواك زيفاً للقُبلْ
وأضعت عمرك هائماً
تهوى مجادلة الجدلْ
وتقول شعراً ماجناً
ونثرت الآف الجملْ
فلقد كرهت الإرتحال
وقد سئمت من المللْ
******
يا قلب أفلت الأملْ
طفلاً حنوناً لم يزلْ
نبضاً يريدُ رعايتي
زمناً تقدم وأرتحلْ
فنهرتهُ وطردتهُ
ورددت خائب من سألْ
أدركتهُ فوجدتهُ
شاباً تمطى وارتجلْ
ضخماً أراد الإنتقام
بطلاً تقَّوى واستقلْ
أستل سيفاً بيدٍ
ثأرت وغارت في زللْ
فسقتك شَربة علقمٍ
فمحت ينابيع الحللْ
تركتك في حر اللهيب
رمت فؤادك في العللْ
فكسرت أنت عمودهُ
عمداً أضلك من أضلْ
لقد شربتُ من الهوى
سمآ تغشاهُ العسلْ
******
يا قلب أدركك الأجلْ
لا يدري ما معنى الهزلْ
إرجع الي ملك الملوك
سبحانهُ عز وجلْ
وسع الوجود برحمةٍ
كتبت لمن خيراً فعلْ
إرجع اليه فإنهُ
ما ردَّ يوماً من سئلْ
رحمان يرحم ضعفهُ
إقلع وتب خيراً تنلْ
يا رب إني اتيتُ في
صدق النوايا والعملْ
أنوي اليك بتوبةٍ
تمحوا ذنوبي والزللْ
إرحم إلهي غايتي
اجنبني عن تلك المللْ
يا رب أنت المرتجى
تعلي وترفع من سفلْ
إرحمني إنك خالقي
أنت المحبة والأملْ
خالد أبن عبد العزيز البكاري