لو أنَّ للتوقيتِ محْبَرَةً تصوغُ
بلَمْعَةِ الذّهبِ الحروفَ لجئتُ من قلبى بها
ونثرتُ فوق رؤوسِ أقلامى نداءً
فيهِ ماردَّدتُ من أعلى المنابرِ :
"أَنْتَظِر"
***
لو أنَّ للخُطُواتِ ما يَكْفِى مسافَتَها
بِدَرْبِ المُتْعَبين لطارَ يعبرُ فوقها ذاتُ النداءِ
مفتشاً بين المساكنِ
عن مناراتٍ أشَعَّت من دلالتها سكوناً
يحتويك مُرَدِّداً تكرارَ نبضى
"أنتظر"
***
لو أنَّ بالأقزاحِ إمكاناً يرسِّبُ
دورةَ الألوانِ لاجتمعَتْ بسبعِ سِمانها
فى ساعتينِ
وما بِجُعْبَتِها سِوى إصرارِ ذاكَ القوسِ
أن يهدى إليك رسالتى
وبكل لونٍ هاتفٌ بالنَّقشِ يصبغُ
مُلْفِتاً أعلى البصيرةِ
"أنتظر"
***
لو أن للهَرَمِ ارتعاداً من قراراتِ الإزالةِ
واستمالَ بأصْغَرَيْهِ الهَولُ ما يُدنيه
واستسقى أبوهُ الطقسَ
ألاَّ ينحنى وتساقَطتْ بجوارهِ الأحجارُ
كالثَّمَرِ المُدَلَّى للقطافِ لَظَلَّ
أعلاها يرفرفُ ضوءُ لافتتى
يدُلُّ السائحينَ على مكانٍ أُسْقِطت من ذُعرهِ الأهرامُ
بينا ظَلَّت اللوحاتُ قائمةً
تشير إلى بقائى "أنتظر"
***
لو أنَّ للأشواقِ سُلَّمَها
تمارسُ -حين تصعدُ هيبةَ الجبلِ المجاورِ بقعتى
شَمخاً- فُنونَ النحتِ لانطلَقَت إلى أبعادِ قِمَّتِهِ
لِتَنْحَتَ مِن جهاتِ الحرفِ أربعةً تُشَكِّلُ:
"أنتظر"