|
يبكيكَ قبل العينِ قلبٌ يُشطرُ |
والحزنُ يدمي والمدامعُ تنثرُ |
إنا لمحزونون مكلومونَ منْ |
ألـــمِ الفــراقِ وما لفقدكَ نصبرُ |
ضاقتْ بنا الدنيا فكانت ظلمةٌ |
غطتْ علينا والمؤمِّلُ يعذرُ |
أوَّاهُ لو أنَّ النهايةَ في يَـدي |
لوضعتُ روحي في فؤادِك تُحضَرُ |
أو أنَّ منْ خلقَ المماتَ أمدَّنا |
بالصبرِ لا نأسى ولا نستنكرُ |
أستغـفرُ الله الذي في حُكمهِ |
كلُّ الخلائقِ بعدَ حينٍ تُقبرُ |
ودَّعتهُ فوقَ الجبينِ بقبلةٍ |
والنورُ يسطعُ كالضياءِ ويُبهرُ |
طارت به فوق المناكبِ حكمةٌ |
والمسكُ في ركبِ الجنازة يُنشرُ |
غابتْ به الأقدارُ خلفَ صفائحٍ |
لا يرتجى فتحٌ ولا هــي تُكسـَــرُ |
أرخت غيومُ الحزنِ كلَّ دموعها |
فكأنني تحتَ السحابة أُمطَــرُ |
وأخذتُ في صبرٍ عزاءَ مودِّعٍ |
إن العزاءَ لمن نحــبُّ تصبـُّـــرُ |
والناسُ في حزنٍ يُصبِّرُ بعضهم |
بعضاً وسُلوانُ المماتِ مُقَــدَّرُ |
وتزولُ أقدامُ العزاءِ بأجرهــا |
وأنا عزائي يستـفيضُ ويكثُـــرُ |
ربَّـاهُ ثبتْ بالجواب لسـانـَـهُ |
إن جاءَ يسألهُ نكيرُ ومنكرُ |
وافتح له باباً عريضاً لا يُرى |
منهُ سوى جناتِ عدنٍ تزهــرُ |
واكتبْ لهُ منْ فضلِ رحمتكَ التي |
وسعتْ سمواتٍ وأرض تُحشرُ |
وأنرْ جبيناً كانَ يسجدُ خاشعاً |
يدعوكَ سراً في الصلاةِ ويجهرُ |
واغفرْ لعبدٍ ليسَ يملكُ أمرهُ |
أنتَ الرَّحيم وهل سواكَ فيغفرُ |
واجعلْْ لهُ منْ كلِّ نهرٍ شربةً |
ترويهِ دومــــًا والمواردُ كوثـرُ |
هذا الدُّعاء إليك نرفعُ صوتَه |
والعبدُ في خيرٍ وشـرٍّ يَشكرُ |