إذا ما خانني الجلدُ
المهندس محمود فرحان حمادي
ــــــــــــــــــــــــ
إذا ما خانني الجلدُ
ورحتُ أبثُّ ما أجدُ
فإنّك مرتعي الريان
أطويه وأبتردُ
وانك بردُ أيامي
إذا أضناني الكمدُ
وإنك لحنُ أوتاري
وأنت الطائرُ الغرِدُ
أخي ما زالت الآهات
في جنبيَّ تحتشدُ
وما زالت بها الأوهامُ
كلَّ عجيبةٍ تلدُ
هناك تركت أُلّافًا
بقلبي كلُّهم رقدوا
يناغيني لهم طيفٌ
وذكرٌ عُودُهُ خضدُ
ويُبكيني إذا ما مرَّ
من أرجائهم أحدُ
وأسعدُ إن همُ يوما
بحلو حكاية سعدوا
ويتعبني إذا قاموا
لهم عيشٌ وإن قعدوا
أحنُّ حنينَ ولهانٍ
لأرضٍ فوقها سجدوا
وذا يا صاحبي بلدٌ
يذوبُ لحزنه الكبدُ
له يا صاحبي وقعٌ
غريبٌ حين يُفتقدُ
كبيرٌ حبّه في القلب
لا يرقى له بلدُ
تُبادُ حضارةُ الدنيا
ويضحكُ فوقه الأبدُ
إليك أبثها نجوى
يضيقُ بحملها الجسدُ
يظلُّ بها ضياءُ العين
مثل الشمس يتّقدُ
تُعيدُ لحاضر الأيامِ
ما قامت به الأسدُ
بهاليلٌ لهم ذكرٌ
جميلٌ فيه قد خلدوا
وتفضحُ كلَّ ما فعلت
بأرضي القادةُ الجددُ
حثالاتٌ كأنَّ الأرضَ
ضاقت حينما ولدوا
فلن يؤويهمُ رمسٌ
إذا ماتوا وإن لُحدوا
ولن تبكيهمُ الأيامُ
إن هم في الوغى خمدوا
أضاعوا مجدَ حاضرةٍ
بها أجدادنا رقدوا
وديست (أور) واندرست
بخزي فعالهم (أكدُ)
فلا نامت عيونُ القوم
إن طالت لهم عمدُ
أبعد نقاوة التوحيد
يُعصى الواحدُ الأحدُ
ألا يا أيها البلدُ
رعاك الواحدُ الصمدُ
رعاك اللهُ إن كادوك
في ذلٍّ وإن حسدوا
جموعُ الخير قاطبةً
لفكِّ رموزك اتحدوا
سيقطعُ منهم الأعناقَ
قرمٌ أينما وجدوا
ويُجدعُ للعدا أنفٌ
وتُقطعُ للخؤون يدُ
وتُنصبُ ثمَّ راياتٌ
بها أبطالنا وفدوا