وبحُبِّك غُذِّيَ وجداني
شعر : د. محمد عاصي
:::
في الذكرى السابعة لرحيل والدي الحبيب
الشاعر/ عبدالرحيم محمد عاصي
عليه رحمة الله ورضوانه
المتوفى في 13/5/2002 م
::::
سنواتُ بِعادٍ قد مَرَّتْ ما غابت يوماً ذِكْراهُ لم تأفُلْ بسْمتُه أبدًا لم ترحلْ عنِّي عيناهُ مُذْ كنتُ وليداً يا أبتي ولصَوْتِك عندي نَجْواه فأذانك باقٍ في أذْني والقلبُ يُعَانقُ فحْواهُ وبحبِّكَ غُذِّيَ وجدانٌ لصغيرٍ، قلبُك يرعاهُ قد كنتَ القدوةَ في عيني ولقلبي أوَّلَ رؤياهُ وجلستُ أمامك تلميذًا تُهديني ما لا أنساهُ تُهديني في علمٍ ديناً تهديني خُلْقاً ترضاهُ قد كنتَ عطوفًا مِعطاءً وحنانُك غَدْقٌ مَجْراهُ بل كنتَ دوائي في سَقَمي وأنيني حُضْنُك مَشْفاهُ بهدوئك نفسي مُغْرمةٌ ونقاؤك قلبي يهواهُ إنى لفخورٌ يا أبتي فوليدُك خُلْقُكَ ربَّاهُ علَّمتَ بنيكَ وأحفادًا ما أروع ما عُلِّمناهُ عُلِّمنا في حبٍ حُبَّا ما أحلى الحبَّ وأسْماهُ وبذرت بذورًا قد جاءتْ بالأُكْلِ شهيًّا ذُقناهُ وزرعت الخُلقَ بداخلنا من فيضِ ضميرِك سُقْياهُ وبحِصْنِ الدِّين تربَّيْنا بل بين يديْك عرِفناهُ ولقِيتَ من الدنيا حتْمًا ما سَرَّ القلبَ وأبكاهُ لكنك لم تجزع يومًا فيقينُك ربّي قَوَّاهُ وفِعالُك تنطق في ثقةٍ لن يترك عَبْداً مولاهُ أعطاك الهادي أنْعُمَه وفؤادك – جُودًا- أرْضاهُ فلتهنأ نَفْسًا يا أبتي وجزاك الفردوسَ اللهُ