تَباعَدْنا
وَقُلْنا أَنَّ مَلْقانا..
إِِذا ما الشَّمْسُ في يَوْمٍ...
مِنَ الإِشْراقِ قَد تَعِبَتْ
تَباعَدْنا
وَما زِلْنا
أُراقِبُهُ ويَرْقُبُني
أُحَدِّثُ مَنْ يُحَدِّثُهُمْ
لَعَلَّ نَسائِم الأَخْبارِ..
تُلْقيهِ...
إِلى أُذَنَيَّ أُغْنيةًً
وَأَعْلَمُ أَنَّهُ مِثْلِي
يُحَدِّثُ مَنْ أُحَدِّثُهمْ
وَفي شَغَفٍ..
وَفي مَكْرٍ...
يُراوِغُهمْ
لَعَلَّ السَّهْوَ يَغلبهمْ
فَيَلْمَعُ عابِراً اِسْمِي
وَما زِلْتُ
أَبِيتُ اللَّيلَ ساهِرَةً
أُوَشْوِشُ طَيْفَهُ المَرْسومَ في سَقْفِي
وفي جُدْرانِيَ الصَّماء
وَأَسْمَعُ صَوْتَهُ يَنْسابُ..
مِنْ شُبّاكِ خاطِرَتي
وَمِنْ حَرْفي
لِيُخْبِرَني..
بِأَنَّ فُؤادَهُ مِثْلي
يُوَشْوِشُ خِلْسَةً طَيْفِي
ويَرْسُمُ صورَتي سِراًّ على الجُدْرانِ..
والسَّقْفِ
ويُشْرِعُ كُلَّ شُبّاكٍ
عَسى يَأْتِيهِ مُلْتاعاً...
صَدى حَرْفِي
وما زِلْتُ
أَكادُ بِكُلِّ لَحَظاتِي
أَعودُ إِليْهِ ناسِيَةً
وناكِثَةً
وُعوداً قَد قَطَعْناها
وأَنْساها
لأَنَّ الشَّوْقَ ذاكِرَتي
وأعْلَمُ أَنَّهُ كادَ
يُحَطِّمُ لَعْنَةَ الصَّمْتِ
ويَأْتِيني
بِكُلِّ الشَّوْقِ والمَوْتِ
وما زِلْتُ
أَرُدُّ الشَّوْقَ صابِرَةً
وأَقْتاتُ
مِنَ الأَمَلِ الذي صارَ..
كَنَجْمٍ تائِهٍ...
مَوْلودٌ
ومَوْءُودٌ
وتَحْتَ رَحى الأَيّامِ
مَطْحونٌ
ومَفْقودٌ
وما زِلْتُ
أُنافِقُ في الدُّجى نَفْسي
أَقولُ عَساهُ
يَعْبُرُ شاطِئاً آخَرْ
يَعيشُ سعادَةً أُخْرى
وخَلْفَ صُمودِ أَقْوالي
بَراكينٌ مِنَ الغيرَهْ
مِنَ الحِيرَهْ
مِنَ الرُّعْبِ المُهَيْمِنِ في مَدى نَفْسِي
مِنَ الآتِي
تَباعَدْنا
وما زِلْنا
نَظُنُّ بِأَنَّ شَمْسَ البُعْدِ قَدْ تَتْعَبْ
فَتُهْزَمُ دونَ إِشْعارٍ
ويُصْبِحُ
حُلْمُنا
أَقْرَبْ
مي