في متابعتي الاخيرة لقضايا المرأة عموما وفي ديننا الاسلامي الحنيف بشكل خاص , وجدت ان الاسلام اكرم المرأة وصان حقوقها ومكانتها وكرامتها بشكل كبير جدا ,على عكس المجتمع الذي ظلمها وبخس حقوقها بحجج كثيرة ومنها عادات وتقاليد متبعة و متوارثة دون وعي لايميزها شيء سوى انها متبعة ويجب تطبيقها,فمازال الكثير ينظر للمرأة بقصر نظر ويحدد لها مهمات خاصة حددها بقناعاته,,مثل كونها مخلوق يجب ان يحمل من جمال الشكل لإشباع الغرائز وولادة الاطفال ويتولى مهمة التنظيف والطبخ فقط وهنا تنتهي مهمتهاو , فليس من حقها التعبير عن حقها بالمساواة الفكرية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والسياسية ,وهذا مادفع بالتالي لتفشي ظاهرة العنف ضد النساء فلا يكاد يمر يوم دون ان تطرق الى مسامعنا قضية اغتصاب او ضرب او تجريد حقوق ..ألخ مادام ان الكثير في مجتمعاتنا العربية مازالوا يحملون هذه الرؤى ,ومازالت حرية المرأة في وقتنا الحاضر هي حرية منقوصة والبعض ينظر لها بعين الشك ويظن انها انحلال اخلاقي لايليق بمجتمعات عشائرية الطابع ومحافظة , فعدد لايحصى من الممنوعات والمحظورات تكبل قيد المرأة وطموحها ورغبتها بالثقافة والنهضة والتنمية والرقي والمشاركة الحقيقية المفيدة الفعالة في المجتمع وبما ينسجم تماما مع الحقوق التي شرفها بها الاسلام وبما يحفظ لها طهارتها ووقارها وانسانيتها وانوثتهاالغالية ,ولهذا من يتابع حال المرأة اليوم يجد ان النظرة لها تحمل متناقضتين اولهما هو رغبة الاخربالتمييز وفرض قوانين صارمة عليها كونها امرأة فقط مثل أرغامها على ترك الدراسة , الزواج المبكراو اجبارها على الزواج من ابن العم كما هو متبع في عدد من البلدان العربية وووو الخ والتناقض الاخر هو الدعوة المجانية اليوم للأنفتاح الخبيث الذي لايناسب قيم اصيلة تربينا علينا ونحترمها بشدة والامرين هما خاطئين بكل تأكيد رغم تناقضهما
المرأة اليوم يجب ان تفرض احترامها على المقابل وتكون متحصنة بالوعي اللازم لمواجهة كل من يحاول الاساءة لها وتكون مثال للطهارة والشرف والخلق السليم والثقافة الراقية الملتزمة التي لاتختلف مع ماشرعه الدين الحنيف,وان تثبت لكل من حولها انها صعبة المنال وعصية على الطامعين
وان تنال حقوقها بثقتها اولا بنفسها ومكانتها التي تحددها لنفسها وفق معطيات تناسب اسلامنا وقيمنا العربية فأنها
بهذا وحده تغرس بذرة الابداع في مجتمعها من جهة والاحترام في نفس المقابل من جهة اخرى واختراع البدائل التي تسهل المضي قدما في دروب الحياة بنفسً مليئة بالطموح دون ان يهضم حقها او تحرم من اداء دورها بالحياة , وللتاريخ فيه عبرة فعلى سبيل المثال كانت السيدة خديجة رضي الله عنها تعمل بالتجارة عندما اختارت نبينا محمدعليه افضل الصلاة والتسليم زوجا لها وكان الرسول المعظم عليه الصلاة والسلام يحبها ويحترمها بالمقابل وكان يحب زوجته ام المؤمنين عائشة عليها السلام ويقول فيها خذوا ثلثي دينكم عن الحميراء وكذا الامر مع السيدة فاطمة الزهراء والسيدة مريم العذراء التي اختارها الله لحمل سيدنا المسيح من بين نساء العالمين آجمعين وهذا يدل على مكانة المرأة في المجتمع انذاك على عكس مايحصل الان تماما من محاولات لحبسها وتقييدها بشكل وحشي لايقبله عرف ولا دين بحجة حمايتها والتهمة انها امرأة فمتى سنعطي كل ذي حق حقه وبما لايتعارض مع ماحلله الله وحرمه البشر .. فهل الانوثة هي تهمة ولماذا .. ومن سيملك جرأة الرد بنظرة انسانية عميقة عالية المستوى ونحن في القرن الواحد والعشرين ..؟