|
بُهِتْنَا إِذَا اللاشَيْءُ أَفْضَى لَهُ الرَّكْبُ |
وَلَمْ نَجِدِ الأَرْضَ التِي خَيَّلَ الدَّرْبُ |
لِمَنْ كَانَ هَذَا القَلْبُ يَطْوِي مَسَافَةً |
مِنَ الحُزْنِ والأحْزَانُ تَطْوِيهِ والصَّعْبُ |
عَصَافيرُنَا فرَّتْ وبالأمْسِ هَاجَرَتْ |
رُبُوعٌ وأَلْحانٌ وَعَهْدٌ لَهُ نَصْبُو |
لَهُ فِي الحَنَايَا أَلْفُ ضِلْعٍ يَرَوْنَهُ |
و يأْبَى غُبَارُ الوَقْتِ وَالرِّيْحُ وَالصَّخْبُ |
خَؤُونٌ هُوَ العُمْرُ الذِي فَرَّ مِنْ هُنَا |
وَمَا خُنْتُهُ يَوْمًا وَمَا خَانَهُ الصَّحْبُ |
وَقَفْتُ بِهِ وَحْدِي أَبُثُّ مَوَاجِعًا |
وَقَلَّبْتُ طَرْفِي مِثْلَمَا قَلَّبَ القَلْبُ |
بَعِيْدَيْنِ كُنَّا وَالْبِلادُ بَعِيْدَةٌ |
وَلَيْسَ لَنَا أَرْضٌ تُقِلُّ وَلا سُحْبُ |
وَأَمْيَالُ هَذَا الوَجْدِ لَمْ تَدَّخِرْ دَمَا |
ولَمْ نَدَّخِرْ مَشْيًا يُعَاِندُهُ الدَّرْبُ |
وَسِرْنَا عَلَى ماء ٍ يغَيِّرُ شَكْلَهُ |
وَمَا غَيْرتْ أَمْوَاجَنَا هَذهِ الحَرْبُ |
نُؤَجِّجُ بِالمِلْحِ المُفَاجِئِ جُرْحَنَا |
وَنَصْلُبُهُ شِعْرًا وَتَعْشَقُهُ الصُلْبُ |
فَمَنْ بَاعَنِي للصَّمْتِ حَتَى كَسَرْتُهُ |
فَلَمْ أََمْتَلِكْ صَمْتًا وَقَدْ غَثَّتِ الكُتْبُ |
أُرِيْدُ الهَوِى صِرْفًا مَلَلْتُ مِنَ الرُّؤَى |
وِمِنْ بَائِعِ الذِّكْرَى إذا فَاتَهُ الحُبُّ |
وَمِنْ غَيْمِةٍ أُخْرَى سَتَأْوِي لِغُرْفَتِي |
إِذَا بَاغَتَتْهَا الرُّيْحُ أَوْ صَادَهَا الرُّعْبُ |
سَتَجْرِفُكَ الأَلْغَازُ للتِيهِ وَالمَدَى |
وَأَحْجِيَةٍ حَمْقَا تُجَمِّلُهَا الحُجْبُ |
فَقَلِّبْ مَسَارَ المَوْجِ عَلَّكَ عَائِدٌ |
لِشُطْآنِكَ الأُوْلَى هُنَاكَ الهَوَى رَحْبُ |