وَينمو جَناحايْ
كَطائِرِ رَخٍّ حَديثِ الوِلادَةِ
أَحمِلُ ريشي وأمضي
بَعيدًا عنِ العُشِّ
أزرَعُ في الغَيْمِ شَوْقًا
وفي جَبهَةِ الشّمسِ حُلْمًا رَضيعًا
يُراوِدُ نَجْمَ السّماءِ عنِ النّورِ طَوْرًا
ويَسرِقُ بعضَ النّسيمِ منَ البحرِ طورًا
وأُطْلِقُ ظلّي غَزالاً صَغيرًا
يُمارِسُ طَقْسَ التَعَثُّرِ فَوقَ الهِضابِ الغَريبَةِ
يرضَعُ شهدَ الأماني منَ الدّيْمَةِ الحالِمَهْ
لَهُ المَهْدَ أبني مِنَ الضّلعِ حينًا
وَمِنْ وَرَقِ الزّهْرِ حينًا
وأرسُمُ ضِحكَتَهُ الواهِيَهْ
عَلى صَدْرِ رَيْحانَةٍ حانِيَهْ
تُؤَدّي الصلاةَ بِمِحْرابِ نَهْرٍ عَجوزٍ
وَتُهدي مَناسِكَها للمِياهِ
وَحينَ يُوَلّي الهَجيرُ جَناحَيْهِ شَطْرَ الجِبالِ البَعيدَةِ
حَيْثُ النّدى
يُداعِبُ خَدَّ البَراعِمِ
قَدْ يَلْفِظُ الغَيْمُ بَعْضَ فَراشاتِ غَيْثٍ هَزيلَهْ
لِتَسْقُطَ كالثّلجِ تَحْضِنُ صَدْرَ المُروجِ
وَتودِعُ آثارَ سِحْرٍ قَديمٍ بِحِضْنِ الثّرى
سَيَمْنَحُ طَيْفُ الغُروبِ الحَزينُ قُروحَ الجُفونِ المُدَمّاةِ
خَصْرَ الأفُقْ
وَيُغْمِدُ خنْجَرَ عُتْمٍ بِصَمْتِ السّماءِ
سَأغدو كَعُصفورِ عِشْقٍ رَقيقٍ
يُقايِضُ بالعِطْرِ ريشاتِهِ
سَأُوسِدُ فَجْري بِعَيْنَيْكَ دَهْرًا
وَأجْعَلُ منْ صَدرِكَ الغَضِّ أُرْجوحَتي
وأرشِفُ منْ شَفَتَيْكَ مُدامًا
سَنَجْري عَلى الشَطِّ في هَدْأَةِ اللَّيْلِ
نودِعُ عُتْمَتَهُ سِرَّنا
وَنُقْسِمُ أنّ ثرى البَحْرِ أزْرَقْ
وأنَّ الشّراغيفَ تَلهو
بِشَعْرِ الطّحالِبِ
تُهديهِ دُبّوسَ شَعْرٍ بَهِيٍّ
ونوقِنُ أنَّ السُّنونو النَّحيلَ
سَيَرْكَعُ في جَنَباتِ الصُّخورِ
وَيَهْمِسُ تَرتيلَةً للمَحارِ
سَنَصْنَعُ بَيْتًا مِنَ الرّملِ
للأُمنِياتِ
نُحيكُ رِداءً منَ القُبُلاتِ
بِسنّارَةٍ منْ زَبَدْ
وَيَحْضِنُنا التَّوْقُ حَدَّ الغَرَقْ
عَميقًا عَميقًا
نُجافي المَنامَ
وَنُقْسِمُ أنّا
سَنَحْفَظُ في القلبِ عَهْدَ الغرامِ
تفعيلة المتقارب = فعولن وجوازاتها