دعـــوني هنا أبعــثر حــروفــي
فلم يعد يهمنــي أن أنسقــها
وألونــها بالألـوان الزاهــية
فقد سئمت الألــوان
بكل بهجتــها
مللــت الزهــور
وعبقـــها المنتـــشر
بأرجـــاء حديقـــتي
ذبلــت ورود الياسمـــين
وأشاحــت الأغــصان وجهــها
تبغضــني ,, تمقتـــني
أجل ,, فقد توقــف شريــان الــحياة
المتـدفـــق ليــروي جــذورهــا
واصفــرت أوراق الشجــر
مـؤذنــة بقـــدوم خــريــف
على غيــر موعــده
قد أُطفــئت شمــوع قصــري
وحُطـّـمت الـمرايــا
وسكــنت أشــباح الحــزن فـي الزوايــا
وهجــرت طيــور الأمـــل أعـشاشهــا
وبـدأ الغــروب يظهــر في الأفــق
ملـوحا بـرايــة الانتـصــار
أهـو هـذيـانــي المعهــــود
أم هـي أشــباح الحـاضـــر
تتجـــول في قصـــري المهــجور
وتــؤدي رقصــة الـــوداع
علـى وقــع أنغــام اللــــيل الحــالك
هــا أنـا ذا ,, أتـلاشـــى
أنـدثـــر
لو سـألتــم عــني يوما
لـن تجـدونـــي
وإن وجـدتـمونــي
فسأكـــون قـــد أصبــحت
قــوتـا لـزمهــريــر الشــــتاء
بقلمي / ديزيريه