أوسدكِ المساء إذن
وتجرح دمعتي الآفاق
يمامات تسافر في فراغ الكون أقمارا
تحط على رصيف العمر...
معذبة تأرجح في سناها الحزنُ
عارية من السلوى..
على قيثارة الصمتِ
ترّجع شدوها المقتول..
إلام نمشط الأيام يا وجع المسافاتِ
نرشرش ذكريات الموت..
على ليل كأجنحة الفراشاتِ
يسافر في العروق الأمس..
طفل مطفأ هدت محياه خطى القصص
ويلثغ لثغ شحرور
على أغصان هذا البعد..
ليدنو من حليب الدفء...
مسافات من الأحزان تقطعنا
ونمثل في صحارى الدمع كثبانا من الأهات..
عقيقا من شتات الروح
على قلق المساءات
فأوقد لي على الطين
لعلي أعرف الشكوى..
أين تروح
لعلي أستحم بهمس من راحوا
وأحثو في شرايني
تراب التين والزيتون..
أكنتِ..تعلمين إذن..
بأني ذاهب لليل..
وقنديلي به زيت من الذكرى
وضوء خافت فيّ يناديني
لماذا لم توسدني..شقائقها
أصابعكِ...
وكان يعشش الفجر على أعشاب كفيك
وتلثم راحتي الإشراق..
على ثوب تناغيه الأزاهير
لماذا لم تظل يداكِ
ماسحة جبين القهر..
تزيح الليل عن أفقي
وتنضو عن سفوح العمر غيم الصمت..
سحابات من القلق
أوسدها أماني القلب..
وكان فِراشي الدحنون..
وهمسات من الطيب يرّجعها
شتاء يسكن الكلمات..
وهاأنذا أجدف في بحار الوقت..
أحاول أن أسوق المد..
لتحضنني ضفاف الشمس..
أحاول أن أزيح الموت عن سهر الشبابيك
وأنفض عن مصابيح البيوت غبار هذا العتم..
ألوك مواجع الذكرى وأعلكها
وتفطر من مساماتي سنابل شوق..
تهّربني مواويلي الى عينيك حاملة
هزيع الروح
فأبصرني على كفيك عصفورا
يلم حنانك المبذور
أبحث في خطوط يديكِ عن شبر يلملمني
وأبحث في سريرطفولتي عني وعن مرحي
وعن خوفي إذا نشر الظلام بصوتك القصص
الجميلات
أهز ستائر الأيام...
ليشجيني نسيم الزعتر الغافي
هناك بسفح أحلامي
خطى الأمطارفي الليل
تجوب زقاق أفكاري
تقهقه في زوايا الروح..
حكايات عن الريح التي فقأت
مصابيح المساءات
فأحبو نحو أغنية
بوشم شفاهك اختبأت..
يبسمل في دمي الليمون..
ويتلو سورة الفجر
فلا تقصيني عن ذكرى
تهزنخيل أشجاني ..تكسرني كمرآة
تذّريني بكل دروب وجداني
أنا لم تسكن الأحزان في نفسي
أجففها بظل الشمس
وأجمعها بخيط الدمع..
وأدعو الله أن يدنو هديل الصبح
وأن نصحو من العتمات