|
كنت في زيارة دارالأيتام في العيد مع وفدالإمالاة للتهنئة بالعيد وقد أستوقفني سؤال أحد الأيتام عن العيد |
خارج سور الميتم وعن الأسرالتي تقيم العيد مع أبنائها مماجعلني ومن معي نبكي في ذلك اليوم وكان نتاجهاهذه القصيده، التي أتمنى أن تروق لكم وكل عام والجميع بخير0 |
أنا ماسألْتُكِ عن فضاكِ المُظْلِمِ |
وطقوسِ عشْقِكِ للرفيقِ المُلْهِمِ |
بلْ رُمْتُ أسألُ عن حنانَكِ يومها |
لمّا رمَيْتيني بغيرِ تكلُّمِ |
وبقيتُ ألْتَهِمُ القذارةَ والثَّرى |
وصرخْتُ بينَ مرارةٍ وتألُّمِ |
شفتاي تَعْطُبُ بالجفافِ من الظَّمى |
وندى الحليبِ بوسطِ صدْركِ قدعمي |
أتركْتني أُمَّاهُ خشيةَ نظْرةٍ |
أعصيتِ ربّكِ فاقْتُلي أوفارْحمي |
فلإنْ وأدْتني في التُّرابِ دسَسْتِني |
لَرَحِمْتِني من حرِّ صَرْخةِ مُعْدمِ |
لااسمَ لي لاجذْرَ يظْهرُ في المدى |
أوأيكةٍ بظِلالِ فيِّها أحْتمي |
إلاّبقيةَ من شتائمَ نِلْتها |
من نفحِ نزْوتِكِ المقيمةِ في دمي |
فأنا اليتيمُ إلى الطّريقِ وهبْتني |
فلإيِّ حدٍّ قد أردْتِ تحطُّمي |
قد هُنْتُ حتّى صِرْتَ بينَ أكُفِّهم |
أطْوي الجروحَ من الْمَذَلّةِ في فمي |
وأنا اليتيمُ يُخِرُّ هامتهُ الضُّحى |
ويفوحُ ليلاً في مساءِ جهنَّمِ |
وأنا الأسيرُ بجرْمِ غيْرهِ عُنوَةً |
أُسْقى الشَّقاوةَ من عُصارةِ علْقمِ |
لمّا رأيتُ هوى الصَّغارَ بأهْلِهم |
وأنا بِقُرْبِ سرورِهم كالْمُحْرَمِ |
وهبَ الْحنانَ على البنينَ كغيْمةٍ |
نثرتْ مزونها واسْتعافتْ مقْسَمي |
حتّى أنْسحبْت مع الشَّجونِ لوحدتي |
والعين تذْرِفُ خلْفَ كُمِّ الْمِعْصَمِ |
وأمامِ سطْوَةَ من يسومُني كالَّذي |
وهبَ الأديمَ لِقلْبِهِ الْمُسْتفْحِمِ |
يٍجْترُّ أمْرَِهُ من جلودِنا بالَّلظى |
قد صِرْتُ لهواً في كفوفِ الْمُرْغِمِ |
نثروا الشموعَ على مشارِفِ غُرْفتي |
وهبوا الورودَ لعلَّهُم بتبسُّمي |
فسألتُ من وهب الورودَ فقالَ لي |
أنسيتَ عيدَكَ أيُّها الْمُتكَتِّمي |
ألنا نصيبٌ في السَّعادةِ ياتُرى |
والسُّورُ يحضنُ فرْحةَ الْمُتَيتِّمِ |
العيدُ يُقْبلُ بالسَّعادةِ والرَّخا |
نحوالْجميعِ سوى الفؤادِ الْمُكْلمِ |
كُلُّ الوجودِ يُطِلُّ نحويَ علّهُ |
يُلْقي بسَعْدٍ في سوادِ الْمُعْتِمِ |
عُذِّبْتَ قلْبيَ من ضراوةِ لهْفةٍ |
رُسِمَتْ بوسْطِكَ للحنانِ المُكْرِمِ |
ياعيدُ ليْتَكَ قد حضرْتَ بأسْرتي |
ورميْتني بسكونِ أُمّي الْمُفْعَمِ |
حتّى أذوقَ من الحلاوةِ صِدْقها |
فالْحُلْوُ أشْرفَ أن يموتَ بمُعْظمي |