ياعذبةَ الصوت
المهندس: محمود فرحان حمادي
أبعد فقدك يحلو العيشُ والسَّمرُ
يا عذبةَ الصوتِ مات اللحنُ والوترُ
أمّاهُ كلُّ دعائي جئتُ أسكبُه
في هجعة الليلِ والآلآمُ تستعرُ
أمّاهُ شوقٌ إلى لقياك يؤلمني
ويشتكي من لظاهُ القلبُ والبصرُ
أماه والعين قد باتت مسهّدةً
إذ مسّها لجلال الحادث القترُ
هل تعذريني إذا ما جئت متشحًا
ثوبَ الرثاءِ وبالآهات أأتزرُ
هل تعذريني إذا أدميتُ قافيتي
أو ملّني مكرهًا من حالتي الضجرُ
وهل سيبكيك شعرٌ مثل قافيتي
تلك التي بشغاف القلب تأتمرُ
أمسى لفقدك صبري وهو منخرقٌ
ومَن لفقدك بعد اليوم يصطبرُ
وبات شعري حزينًا كلما طلعت
للشعر قافيةٌ تذوي وتحتضرُ
وأحزنتني القوافي في مطالعها
والشعرُ مني إذا ما التاع ينتحرُ
فجئت بابَك ولهانًا وأوردتي
بالحب تنبض والأشواقُ تنتشرُ
يعينني الشعرُ في توديع راحلةٍ
في كلّ ما صاغه الباكون وادّخروا
ما كان في الظنّ أنَّ العمرَ لو وسعت
أيامُه مثل غصن سوف ينعصرُ
وكم تمنيّت لو تبقي لنائبتي
لعلني بدعاء منك أنتصرُ
لعلني أشتكي لله من ألمٍ
فيحتويني الرضا والعفو والظفرُ
لعلَّ أن يغفرَ الرحمنُ زلّتنا
وفي رضا الله يزهو الجمعُ والنفرُ
ودّعت دنياك في صمت بلا ضجرٍ
فلن يروعَك في قبر لك الضجرُ
ودّعت دنياك نحو اللهِ باسمةً
يحوطك الأمنُ والإحسانُ والزهرُ
ودعت دنياك في روح منعمةٍ
لم تخش ضيمًا ولا ينتابها ضررُ
ودعت دنياك كالأطيار راضيةً
مرضية عنك كل الهمِّ ينحسرُ
ودعت دنياك في عرس نضارته
للآن في حسنه الأخّاذ نفتخرُ
وكنت في النعش مثل البدر تحمله
نجومنا الزهر لكنّ الورى بشرُ
وكنت في الركب لسناءَ المقام وقد
سرّت نواظرنا من أمرك العبرُ
خلّفت في الناس ذكرًا لا نضير له
ولاتشابهه شمسٌ ولاقمرُ