|
أيّامُ عمري |
|
|
أيّامُ عمري لها في القلبِ أصداءُ |
أيّامُ عمري كنجمٍ لاحَ في سَحَر |
|
|
يأتي بهيجاً وعند الفجر أنباءُ |
ما كنتُ أحسبها كالأرضِ دائرة |
|
|
تطوي الزمانَ وفيها العمْرُ ميناءُ |
تجري كومضٍ بيوم السعدِ نائية |
|
|
والليلُ دهرٌ إذا أعياني الداءُ |
اللهوُ فيها وفيها القلبُ منشغلٌ |
|
|
والناسُ موتى وهم في الجسم أحياءُ |
الحلمُ ظلّ سراباً حين أقربه |
|
|
والعمرُ حتّى مع الآمال بيداءُ |
حولي النعيم وكفي لا يطاوله |
|
|
كالأبل عطشى وفي أحمَالها الماءُ |
جرّبتُ فيها صنوفَ الناسِ قاطبة |
|
|
ما عادَ فيها من الأخيار أبناءُ |
ما عادَ فيها أمينٌ او له شيمٌ |
|
|
والكلُ فيها مع الأخلاص أعداءُ |
عشتُ السنين وجسمي بات مُرتحِلا |
|
|
بين العواصم , والآمالُ أشلاءُ |
حقاً عرفتُ بانّ النفسَ تائهةٌ |
|
|
من دون أهلٍ , فهم للروح إثراءُ |
فكلُّ وقتٍ بغير الدار مضيعة |
|
|
وكلُّ دارٍ بدون الاهلِ ضلماءُ |
روحي كطيرٍ وعمري حجمه قفضٌ |
|
|
والاهلُ وسعٌ وسقفُ الدار أجواءُ |
فتّحتُ عيني بحضنٍ ضمّ معتقلي |
|
|
أعضاءُ جسمٍ بها الارواحُ أسماءُ |
أيّام ُعمري بحضنِ الامّ مملكة |
|
|
فيها النعيم ُوفيها الصدرُ إرواءُ |
عند الطفولة كان اللعبُ حاويتي |
|
|
وتشغلُ البالَ أحجارٌ وأشياء |
لا همّ فيها ولا حزن يكابدني |
|
|
والليلُ يدركني والحلمُ أضواءُ |
لمّا بلغتُ وجدتُ النفسَ هائمة |
|
|
في كل وادٍ , كأن الدهرَ أهواء |
أحلامُ بِكرٍ وأفكارٌ موزعةٌ |
|
|
والذهنُ تملكه في الليل حواءُ |
لمّا كبرتُ رأيتُ العيشَ مُعتركاً |
|
|
البغضُ فيه وطبعُ الناس حرباءُ |
لن يُشبع الجوفَ الوانُ الطعام ولن |
|
|
تُهدي النفوسَ من الأطماع آلاءُ |
للعيش يكفي رغيفُ الخبز في سكنٍ |
|
|
والملحُ والماءُ والجلبابُ نعماءُ |
حربٌ مع الناس بين الناس مفزعة |
|
|
ألحقدُ في القلب , والاحضانُ صفراءُ |
حربٌ تطولُ بلا سيفٍ ولا سهمٍ |
|
|
فالحقدُ سيفٌ بها والسهمُ إيذاءُ |
ألناسُ جمعٌ كأن الحب يجمعهم |
|
|
والقلبٌ تملأه بالحقد بغضاءُ |
يخفون حرباً لهم في نارها حطبٌ |
|
|
لم تبق فيهم من الأخلاق علياءُ |
لايسأمون منَ الدنيا وإن بلغوا |
|
|
في العمر ألفاً , وساقَ الجسمَ إعياءُ |
لايسأمون كأن الموت تاركهم |
|
|
والنفس لهو عن الآجال عمياءُ |
ألجنسُ والمالُ والسلطانُ ديدنهم |
|
|
والفسقُ والكذبُ ما قالوا وما شاءوا |
إن الحياة كموجٍ في تقلبها |
|
|
يومٌ يسرّ , وطولُ الدهر ضرّاءُ |
وما عجبتُ من الأشرار إذ ملكوا |
|
|
مالاُ وجاهاُ وفي الأخدار حسناءُ |
أهلُ المفاسد في يأسٍ وفي فزعٍ |
|
|
إن نالهم عوزٌ أو نالهم داءُ |
عند التقاة وأهل الدين مفزعهم |
|
|
يوم المصائب مرضاة وسراءُ |
ما باتَ ليلا تقي دون فاجعة |
|
|
وما تناءت عن الأبرار أرزاءُ |
لن يعرف الناس إلا بعد تجربة |
|
|
فيها التعامل أموال وآراء |
العيشُ وسع كأرض الخصب مزهرة |
|
|
لكنّها من فعال الناس جرداء |
لا للتشائم لا لليأس في ورقي |
|
|
بل انّ فيها الى الآلام إيفاءُ |
ما كنت احيا وسوط الموجعات دم |
|
|
إلا بصبر به الآمال فيحاءُ |
لا يعرف السعد إلا بعد ضائقة |
|
|
فالسعد روض وحول الروض معزاءُ |
النفسُ تبقى برغم العسر مُوقنة |
|
|
يسران حولي إذا تشتدّ رملاءُ |