بمناسبة ( حماة مدينة صديقة للمسنين على مستوى الوطن العربي) أتقدم بهذه القصيدة
لا تسألوا , بلسان من كلماتي
و لمن تميل بحكمها أبياتي
فإذا المُسنُّ أظلني بوقارهِ
يذكي الفتى بلهيبهِ نزواتي
كفراشةٍ في الليلِ أبحثُ عن هدىً
يأتي النهار فلا أرى زهراتي
و أعدُّ أيامَ الشبابِ بنشوةٍ
و كذا الزمانُ يعدُّ لي شيباتي
الفتى
من عنفوانِ العمرِ يبني رأيهُ
متلثماً بتطورِ السنواتِ :
أنى لهذا الكهلِ يدرك فهمنا !
هل يُحتوى بالركبِ قبل وفاةِ؟
رجلٌ عبوسٌ يستظلُ بوهمهِ
و يصوغُ هذا الكونَ من أزماتِ
يستقطب الأحزانَ من أبعادِنا
و تراه دوماً يهدم اللذاتِ
ما عاد يسعفهُ الشبابُ بنزوةٍ
و أنا أسيرُ بثورتي لفتاتي
المسن
تتمثل الأيامُ في زفراتِهِ
و يلخصُ السنواتِ بالكلماتِ
و يبثُها للجيلِ شهداً سائغاً
باللينِ أو بتصعّدِ اللهجاتِ
كالنحلِ بعثرَ عمرَهُ ليذيقنا
عسلاً ,و يعطي النفعَ باللسعاتِ
إنْ ينكرِ الجيلُ الغَرورُ خصالَهُ
يبدِ الحقيقةَ قولُه بثباتِ :
أنى ركضتَ فأنتَ خلفي دائما
و ترى الطريقَ ممهداً بعظاتي
أرأيتَ أشجاراً تسامى قدُّها
من دون جذرٍ مدَّها بحياةِ !
أنا لا أريدكَ خلف أيامي سدىً
إني أريدكَ شُعلةَ المشكاةِ
أبغي اعتذاراً منكَ, ليس يفيدني
في الحالِ , ينفعني بُعَيْدَ مماتي