مُفْتَتَحٌ نَثْرِيٌّ :
عَيْناكِ قَصيدةُ عِشْقٍ
لَمْ تَبُحْ بِها الكَلِماتُ إذْ
لا مَعْنَى يَحْتَوِيهُما
( 1 )
عُبورٌ
حِيْنَ تَنامِيْنَ على صَدْرِ السُّطُورْ
تَنْسابُ ذاتي
مِنْ مِدادِ الْحَرْفِ وَلْهى
في اشْتِياقٍ لا يَبُورْ
تَبْحَثُ عَنْ مَعْنىً لَهَا
بَيْنّ انْكِسَارَاتٍ مَضَتْ
تَخْلَعُ عَنْها وَجْهَهَا الْمَوْسُومَ
بالذّكْرى الَّتي
مازالَ مَرْساها
على وَجْهي يَغُورْ
تَسْبَحُ في
تِيْهِ الْحَكايا كَيْ تُرَاوِدَ الْفَتى
عَنْ نَفْسِهِ
قَدَّتْ قَمِيْصَ الْحَرْفِ في سَكْرَتِها
( مِنْ دُبُرٍ )
مَدَّتْ يَداها كَيْ تَشي
عَنْ فِتْنَةٍ حُبْلَى بِعِشْقٍ لَمْ يَزَلْ
يَحْبو ... يَثورْ
ذَاتَ غَرَامٍ عانَقَتْ
أَذْرُعُهُ
شاعِرَ يَهْذي بالرُّؤى
كُنْتِ الْفَراشاتِ الَّتي
تَهْوى غِوَايَةَ السَّنا
قَدْ مَارَسَتْ
عِشْقَ الْفَناءِ في احْتِرَاقَاتِ الْمُنَى
عَدْلا... وَجُورْ
حِيْنَ تُعَانِقِيْنَ أَحْرُفي
سَتُولَدُ الْقَصيْدُ مِنْ مَفازَاتِ الْبُحورْ
حِيْنَ تُعانِقِيْنها
فلا أنا أنا ولا
أنْتِ سوى
ظِلالِ دُنْيا لَمْ تَزَلْ
رسْما على جِسْرِ الْعُبورْ
( 2 )
لِقَاءٌ
في رَاحَتَيْها
نامَ حَرْفي هَائما
ذاكَ الْمَساءْ
أَرْخَى عَلى أَجْفانِهِ
أَسْتارَ حُلْمٍ نَازِفٍ
يَقْتَاتُ مِنْ تِيْهِ الْمَسافاتِ خُطَىً
تَبَعْثَرَتْ ...
إلى الْمَدائِنِ الّتي
غَطْى الضَّبَابُ وَجْهَها
تَعانَقَتْ فِيْهِ جِرَاحَاتٌ وَشَتْ
بِسِرِّهِ الْمَصْلُوبِ في
أَرْصِفَةِ التَّغْريْبِ والْحُبِّ الّذي
وَهَتْ خُطاهُ في انْتِظَارِ الصُبْحِ كَيْ
يُذيْبَ آثارَ الشِّتاءْ
وَحِيْنَ نَامَتْ راحَتاها
في يّدي
لَمْ تَكُنِ الدُّنْيا سوى
أَسْئِلَةٍ
تَفْتَحُ فاها تَشِتَهي
مُرَّ الْجَوابِ الصَّعْبِ مِنْ
قَلْبِ الْغِناءْ
أَيَّتُها الْفاتِنَةُ الْحُبْلى
بِألْوَانِ التَّمَنِّي والشَّقاءْ
كَمْ سَافَرَتْ
فِيْكِ الْمَعاني تَرْتَجي
سَطْرا يَردُّ الذّاتَ عَنْ
دَرْبِ الْخَواءْ
إذْ لا اخْتِيارٌ في الْهوى
إمّا نَكُوْنَ الْحُبَّ أَوْ
نَغْدو هَباءْ
لا فَرْقَ بَيْنَ الْمَوْتِ في صَمْتٍ
وَبَيْنَ الْحُبِّ في قَلْبٍ
يَذوقُ الْبُعْدَ في وَجْدٍ
ويَحْيا في انْزواءْ
( 3 )
سَفَرٌ
تَأْخُذُني عَيْناكِ
لَلْوَجْهِ الْمُشَظَّى لِلْحُروفْ
تَصْنَعُ مِنِّي شاعِرا
تَسْكُبُ في أَوْرِدَتي
كُلَّ دُروبٍ لِلْخَيالْ
كَيْ أَنْسُجَ الْقَصيدَ مِنْ سَنا
سَمَاوَاتِ الْمُحالْ
تَأْخُذُني
حَيْثُ هُنا ...
لا إنْتِهاءٌ لِلْسؤالْ
حَيْثُ هُنا ...
أنا وأَنْتِ نُقْطَةٌ
في آخِرِ السَّطْرِ الْعُضالْ
حَيْثُ الْجَوابُ بَعْضُ ظِلٍّ مِنْ مُنَىً
آتٍ
على ظَهْرِ الضَّلالْ
شعر / هشام مصطفى