[/gasida]فدى لعيْنَيْكِ
المهندس: محمود فرحان حمادي
فدىً لعينيك ما نخفي وما نهبُ
وما ستُمليه عن أمجادنا الحقبُ
فدىً لعينيك يا لحناً نردِّدُهُ
في كلِّ يومٍ إذا ما اشتدت الكُربُ
فدىً لعينيك أرواح لنا زهقت
بالغدر من طهرها الآمالُ تكتتبُ
فدىً لعينيك (يا بغداد) كوكبةٌ
كأنها والضحايا جحفلٌ لجبُ
فذا (العراق) وقد ديست مرابعُهُ
وصالَ في رافديه اليومَ مغتصبُ
يُصارعُ الموتَ في صمصامة كُسرتْ
منها الجيوشُ وفيها الثأر يلتهبُ
يبقى عصيًّا على الأعداء ما فتئت
فيه الملايينُ من أرواحنا تثبُ
جحاجحٌ فيه صاغوا النصرَ ملحمةً
تشدو بألحانها الآياتُ والكتبُ
يبقى (العراق) بهياً في عروبته
(تِطوانُ) أختٌ له و(الشامُ) و(النقبُ)
لو ضيم (مغربُنا الأقصى) بنائبةٍ
وافته (بغداد) في خطواتها الغضبُ
بنى الحضارات في ماضٍ له عبقٍ
لِلآن ترنو لها الدنيا وتنتسبُ
وسالت الأرض أنهاراً مباركةً
عيونها الحبُّ والإخلاصُ والحدبُ
كتائبُ المجدِ من صحرائهِِ انطلقتْ
ما آدَ كاهلَ جنديٍّ لها التعبُ
إنَّ (العراقَ) مسارُ الكونِ مختزلٌ
في مقلتيه، وسحرُ الأرضِ منتصبُ
من يوم (ذي قار) هذي الأرضُ باسمةٌ
يزهو بأمجادِ أجدادٍٍ لها العقِبُ
إذ ضمَّرُ الخيلِ في فرسانها اندفعتْ
كالأُسد في ساحة الهيجاءِ إذ نُدبوا
يقودها في ربى (اليرموكِ) كوكبةٌ
من الرجال لهم في إرثنا نسبُ
ياابنَ العروبةِ جدِّد مجدَ أُمتنا
فجحفلُ الكفرِ يشكو ويلَه العربُ
يبقى بك العزُّ يا (بغدادُ) مبتهجًا
مهما تعاقبت الويلاتُ والنوبُ
غدًا تُسجَّلُ في (الفيحاء) ملحمةٌ
في سطوةٍ من لظاها يعجبُ العجبُ
أرضٌ تضجُّ سماءُ الله باكيةً
إنْ بات طفلٌ بها يبكي وينتحبُ
ويل العلوجِ إذا ما نارُها اتقدتْ
وأُجّجَ الصخرُ واجتاحتهم الشهبُ
وبات ينشدُ في (ذي قارَ) فارسُها
لحنًا بهيًّا تجلى حوله الغلبُ
سيكتب النخلُ أشعارًا يُردِّدها
هناك في (قائم الأنبار) من وثبوا
يبقى (العراق) نسيجًا في تلاحمه
يُطرِّز الودَّ أبناءٌ له نُجُبُ
أوطانُنا الرأسُ والأيامُ شاهدةٌ
والغربُ لولا تراثُ العربِ هم نخبُ
سينجلي الليلُ مهما طالَ عن بلدٍ
من مائهِ أنبياءُ اللهِ قد شربوا
سينجلي الليلُ عن (بغدادَ) مندحرًا
فلا عداءٌ بها يبقى ولا صخبُ
غدًا سيبعث نخلُ (الفاو) سعفتَه
لكلِّ طودٍ له أكرادُنا نُسبوا
سيعلمُ العربُ أنْ بغدادَ قلبُهمُ
بل إنَّ (بغدادَ) أُمٌ فيهمُ وأَبُ
وأنّ أنسابَنا ترقى لمنزلةٍ
بها يُردُ على الأعقابِ من كذبوا
مَن بات نشوانَ في كرسيِّه جذلاً
يقودُهُ الهالكانِ: الذلُّ والشغبُ
تبت يدا حانقٍ قد باع تربتَهُ
وراح في بؤرة الأذنابِ يضطربُ
يبيعُ في أنجسِ الأثمانِ أمتَّه
كما يباعُ بفلسٍ أصفرٍ ذهبُ
غدًا نُحقِّق آمالاً لها سُكبت
هذي الدماء وديست دونها الرتبُ
حتى نرى شعبَنا الجبارَ ممتطيًا
جيادَ مَن للعلا أشبالُهم ركبوا
لو فتشوا في شعوب الأرض عن بطلٍ
مثل (العراق) فما في الأرض منتخبُ