شاردةٌ كعادتها ،أنفاسها متضاربة وهي تُقلبُ مزيج الافكار المتباينةِ في رأسها،
وبين الفينةِ والأخرى تتسللُ إلى ذهنها فكرةٌ يُصنِفُها بأنها لاتعدو سوى فكرة
عبثية مجنونه ، وأن ليس لها همٌ إلا ان تُعكر مزاجها ، وكثيراً ماتأتي إليها في
حلةِ سؤالٍ يقول لها لماذا أراكِ دائماً ترقبين الوقت بعين اللااكثراث وتهبينه
للضياع؟!!
فتحاول جاهدةً تنحيتهُ وأن لاتعيرهُ إهتماماً أكثر مما ينبغي ،لأن مجرد جعله
يسيطر عليها تراهُ كفيل بأن يقود جيوشاً من الأجوبةِ الساخطه والحائرة
والمُتباكية ، وواحدٌ منها كفيلٌ بأن يسرق تلك الإبتسامة التي كانت تحاول جاهدةً
في شرودها أن تنالها من رصيد ذكرياتها أو حتى من تخيلاتها ، لكنها وبدون
إرادةٍ منها تجد نفسها سابحةً في دجى الافكار فتخر منهارةً أمام إلحاح السؤال
وحصاره لها ، فأينما تولي ذهنها تجده يُطلُ برأسهِ ،
هذه المرة قررت أن تغتاله بإجابة تسكتهُ بها إلى الأبد ،إستجمعتْ قواها
وصرخت في وجهه أيها السؤال الغبي الاعمى،أما رأيتَ لي في سجل حياتي كل
ذلك الكم الهائل من الإنجازات والتي تستحق أن تُخلد؟!! أيُ مضيعةٌ للوقت تلك
التي تصفني بها ؟!!!! و بدأت تمطره بسيل من الأدلة التي رأت أنها ستلجمه
بها فلا يعود لمضايقتها ،وحين انتهتْ تنفست بعمق وغرور ونهضت مسرعةً
هاربةً منهُ و مترقبه أن تسمع صرخات مصرعهُ في داخلها لكنها مالبثتْ أن
سمعت ضحكته الساخرة ورأتهُ يلاحقها قائلاً عودي الي أيتها الواهمه
وقتها أبصرت إنهيار صروحها التي كانت تعدها الأروع والأجمل و تشوهت
ملامحُ الكثير من ذكرياتها.