يا فخرَ هذا الجيل
بكمُ الحقيقةُ للأنام تُعادُ
وبكم يُقامُ لما يُشادُ عمادُ
وبكم تُنارُ الأرضُ بعد حلوكها
ليخطَّ نصرَ الصابرين مدادُ
تاقت لجمعكمُ الكريمُ قلوبُنا
وهفت له الأحفادُ والأجدادُ
ترنو لكم يومَ النّزالِ فوارسٌ
شوسٌ لمقدمهم يلزُّ جوادُ
مَنْ للبلاد وقد تداعى صرحُها
أَتُباعُ يومًا بالمزاد بلادُ
مَنْ لليتيم إذا اشتكى بمدامعٍ
حرّى لها تتفتَّت الأكبادُ
مَنْ للأرامل إن بكين بحسرةٍ
بمنازل غابت بها الأعيادُ
مَن للرجال وقد علتهم ذلّةٌ
يرغو ويُزبدُ فوقها الجلادُ
مَنْ للرسول وقد أساء لشخصهِ
لهواننا الأقزامُ والأوغادُ
يا فخرَ هذا الجيلِ يا أهلَ النهى
أنتم لجرح المسلمينَ ضمادُ
يا أيُّها الجمعُ الكريمُ أما ترى
ماذا بأهل المسلمينَ يُرادُ
لم يكتب التاريخُ مثل مصابنا
في يوم أن ديست لنا بغدادُ
لمّوا صفوفَ المسلمين ووحِّدوا
أشلاءهم إنَّ الوفاقَ جهادُ
كلُّ المصائبِ قد تهونُ وتنجلي
أخطارُها إن ولّت الأحقادُ
كونوا جميعًا إن عرى خطبٌ فكم
قد مزَّقتنا في الهوى الآحادُ
وتجشَّموا للصلح كلَّ كريهةٍ
إنَّ التبصَّرَ في الأمور رشادُ
ألقت مقاليدَ الأمورِ لجمعكم
ليعادَ سالف عهدِها الأمجادُ
ما عادَ ينفعنا الكلامُ وجمعُنا
قد مزّقته بخبثها الأضدادُ
فدعوا التنابزَ بالعيوب فإنَّنا
شعبٌ لكلِّ فضيلةٍ ينقادُ
قد وحّدتنا سنَّةٌ نبويةٌ
فيها يُجلجلُ طارقٌ وزيادُ
وبها نُعيد إلى القلوبِ تسامحًا
صاغته في نهج لها الأحفادُ