خضراء أنتِ عنوان النقاء، عشبك طاهر، وأغصانك عامرة بالخير والعطاء، يا خضراء لو تعلمين كم أحبّك ! وكم أفتقد نفسي حين لا أراك، كم أضيع في دنيا التعب ولا أجد نفسي إلّا حين آتي إلى بابك لأنيخ راحلتي مرهقا من كل شيء، أنتِ فقط من يزيح أثقال الدنيا عن كاهلي، وينسيني طعم المرارة في الغربة وعذاب فراق الأحبّة، ففيك كلّ نفسي لو تعلمين كم أحبّك يا خضراء..
لأقلام تكتب ولا تبتغي من وراء ذلك إلّا وجه الله تعالى طمعاً في رضاه، أقول حين أقول صادقًا في جملة واحدة جامعة مانعة لأعبّر عن شكري وامتناني لكِ؛ أنْ أكتبوا ما شئتم فوالله لن تجدوا في دنيانا الممتلئة بأهل النفاق مكانًا فيه اخضرارا مشبعا بلون الصفاء مثل هذه اليافعة اليانعة صاحبة الظلال الوارفة أمّ العطاء.
يا خضراء لي فيكِ لو تعلمين أحبّة؛ لي فيك كلّ دنياي،هنا نسجت أوّل حروفي، هنا تعلّمت كيف أكتب نفسي، كيف أحمي أمّتي وأذود عن حياضها، هنا أدركت أنّ صداقة القلم تدوم إلى ما شاء الله، فالصدق عنوانك، وأهل الخير أبنائك، وكل باحث عن الأدب والعلم سيجده ملقى بين نخلاتك، هنا كلّ ما تريده يا صاحب القلم النظيف، فاكتب على بركة الله تعالى، فستجد أنّ أهلها مثلك يقولون ما يفعلون، لا يقبلون بشعارات مزيّفة، ولا ما يخالف قيم وثوابت أمّتنا المؤمنة بكتاب ربها ورسله، وليس شعارًا ما كتب ليذكّرنا بآخرتنا" ما يلفظ من قول إلّا لديه رقيب عتيد" بل هو عقيدة وإيمانا راسخا بأنْ لا تبيع شرع ربها بعرض من الدنيا الفانية ، فهي خضراء وهي نقيّة صافية، هي واحتي وكل أحبّتي، لله درك كم أنت غالية على قلوب من عرفوك، سحرك حلال، والبعد عنك حرام، يعشقك كلّ من عرف جوهرك وأصالة معدنك، ومعنى أنْ يحمل قلما ليكتب ما يرضي ربك.
ليس بيدي يا خضراء إنْ ابتعدت عنك قسرا، فدنيانا متعبة، وقسوة الأيام علينا تركت فينا جرحًا غائرا لا ينسى، لكنّني أعاهدك بأنْ لا أخون العهد معك، وأنْ أكون ابنك البار بك، رغم جور الدنيا وأهلها عليّ، سأكون دومًا إلى جانبك ما دام النفس ينطلق بين أضلعي و ما استطعت إلى ذلك سبيلا ، فلي فيك لو تعلمين أرض ووطن ؛ حلمي الكبير الذي أرسمه بريشة استمدت حبرها من لونك الجميل، أخطّ حروفه في انتظار النصر الكبير، حين ندحر الغزاة عن أرض أجدادك، ونعيد للماضي ألقه العتيد.
خضراء أنتِ يا باسمة.. لله درك كم أنتِ رائعة ؛ وكم أحبّك..