|
يا صاحب المن العظيم على الورى |
يا من يرى كل الوجود ومن برا |
ملكوت صنعك بانسجام طيعٌ |
و حكيم أمرك في مصائرنا جرى |
طال المسير وحدُّ عزميَ ثلمةٌ |
و أبت فلول مبادئي أن تظهرا |
و الليل سروال الذنوب وسقفها |
و أنين روحي مرجلٌ -مَنْ أبصرا؟ |
ورفاق دربي في الفجاج تفرقوا |
و رحى الحياة تصدُّعٌ وتشقُّقُ |
و الفقر يأكل ما بقى من همة |
والجبن يسكن ما بقى أو يهرقُ |
و الخوف من لجج النوائب لجةٌ |
والرعب من سيف السياسة يخنقُ |
والشكُّ في فضل الثواب مهالكٌ |
و الجهل بالدين الحنيف يمزِّقُ |
فمتى نفيق أيا رحيمٌ غافرٌ |
ومتى التساميَ منجدٌ أو ساترُ |
وتوحُّدٌ يأتي بضوء بصائرٍ |
و ترفعٌ يهديه عفوٌ زاخرُ |
رباه تب عني وعن ذنبي الذي |
أزرى بيَ النسيانُ بِتُّ أعاقرُ |
إِلَّم تكن تهدي متابا جامعاً |
من ذا سواك يتوب أو يتغافرُ |
حجج تأبطها انكسار عزائمي |
ألقت على شوك الصراط هزائمي |
أحبو وأهوي ثم الهث واقفا |
كم تستوي رأسي ببطن قوائمي |
والنائبات عوت ذئاب هلاكها |
فالهمُّ فيها كأس مجد ندائمي |
ونُسام كالإبلِ الضليلة عنوة |
كالأضحيات تزين صدر ولائمِ |
والذنب قيد من حديد قامعٌ |
و الطيفُ ذكرى من حياءِ خاشعُ |
هل من نذير أو بشير صابر |
في حسبة لا تحتويه زوابعُ |
يا صاحب المن العظيم متابة |
واختم بحسنى ربُّ أنت الجامعُ |
هب لي برغم الذنب عزما صادقا |
بيض صحافا قد غزاها الدافعُ |
إني سأقلع عن جميع غوادري |
لن يحتوي قلبي هلاكٌ قاهرُ |
ما كنت نسلا من ملاك طاهرٍ |
أو كنت إبليس اللعينَ يظاهرُ |
المحسنين لهم فضائل سعيهم |
والعفوُ جوهرةٌ خفاها الوازرُ |
فاقبل دعاءً فاض من روحي أنا |
مني وأحبابي ففيضك غامرُ |