يَا سَيِّدِيْ
رَقَدَتْ هُناكَ وأَوْمَأَتْ
بِبَرِيْقِ دَمْعٍ حَارِقِِ
مَا عُدْتُ أَحْمِلُ فِي ثَنَايَا القَلْبِ
غَيْرَ مَرَارَةٍ
مَضَغَتْ قَدِيْمَ وثَائِقِي
لِيْ أُخْوَةٌ كُثُرٌ فَقَدْتُ صَغِيْرَهُمْ قَبْلَ الكَبِيْرِ
وَلَمْ يَعُدْ صَدْرٌ عَلَىْ وَجْهِي يَحُطُّ
وَكَيْفَ لِلأفْرَاحِ
يَا ابْنَ الأكْرَمِيْنَ
تَحِلُّ ضَيْفَ سُرَادِقِ ؟!
تَاهَتْ مِنَ الكَفِ الأصَابِعِ
مِثْلَمَا
تَاهَتْ مِنَ القَدَمَيْنِ
كُلُّ طَرَائِقِي
صَدِأَ التَبَسُّم فِي سُوَيْدَائِي
كَمَا
صَدِأتْ عَلَىْ كَفِّ الزَمَانِ
بَنَادِقِي
يَا سَيِّدِي
دَعْ عَنْكَ عِشْقِي وَالهَوى
فَالعِشْقُ عِنْدِي مِثْلَ مَوْءودٍ ذَوَى
لا وَقْتَ عِنْدِي لِلْتَعَلُّقِ وَالجَوَى
نَفْسِي تُكَابِدُ جُرْحَهَا
عَيْنِي تَمُوجُ بِدَمْعِهَا
رُوْحِي تُصَارِعُ نَزْفَهَا
لَوْ كَانَ أَمْرِي فِيْ يَدَي
لأَتَيْتُ قَصْرَكَ رُغْمَ كُلِّ
الحَاقِدِينَ
الطَامِعِينَ
العَاذِلِينَ
وَبِتُّ فِي كَفَّيكَ هَمْساً يَحْتَرِقْ
وَجَعَلْتُ مِنْ جَفْنِي لِقَلْبِكَ
سَهْمَ دِلٍّ يَخْتَرِقْ
وَجَعَلتُ مِنْكَ عَلَىْ جَمَالِ أُنُوْثَتِي
الحَرَّى مِزَقْ
وَلَسِرْتُ بَيْنَ دُرُوبِ تَفْصِيْلاتِكَ
المَلأْى أَرَقْ
هَلْ تَحْلُمُ الأنْثَى
بِأَكْثَرَ مِنْ غَرَقْ ؟!
يَا سَيِّدِيْ
أَنَا لَسْتُ مِثَلَ الأخْرَيَاتِ
أَهِيْمُ مِنْ وَادٍ لِوادْ
مَا هَزَّنِي طُولُ النِجَادِ
وَلَيْسَ يُدْمِينِي الوِهَادْ
عِنْدِي مِنَ الآلامِ سَدٌّ مَانِعٌ
وَلَدَيَّ مِنْ فَرَحِي رَمَادْ
يَا فَارِسِي لا تَعْرِفُ الأحْلامُ جَفْناً
لَمْ يُغَازِلْهُ الرُّقَادْ
يَا سَيِّدِي
أَنَا لَسْتُ مُدْمِنَةَ العُطُورِ
وَلا البَخُورِ
وَلَيْسَ فِي شَرْعِي السُفورْ
مَا كُنْتُ مِثْلَ النَاقِصَاتِ يَسُوْقُنِي
عَفَنُ الفِتَنْ
وَيَشُدُّنِي نَبْعُ الهَوى أَنَّى أَدَاْرَ بِوَجْهِهِ ذَاكَ الحَسَنْ
هَذِي أَنَا
كُحْلِي شَجَنْ
وَأَسَاْوِرِي قَيْدٌ أَدَارَ لِيَ الوَهَنْ
زِنْزَانَتِي ضَاقَتْ وَتَحْسَبُهَا فَنَنْ ؟!
يَا سَيِّدِي
امْرَأَةٌ أَنَا
مَهْرِي
وَطَنْ