لمحة تاريخية : نشطت الوكالة اليهودية في الفترة التي اعقبت الاحتلال البريطاني /الفرنسي للشام والعراق بشكل كبير جدا وقامت بمشاريع كبرى لشراء الاراضي في الداخل وتحت رعاية وكنف المستعمرين الصليبيين وقامت بشراء اراض في حوران والبطيحة والجولان ولبنان اضافة لمساحات كبيرة ضمن السهول الداخلية في فلسطين كسهل ابن عامر وسهل بيسان وامتدت بعدها لتشمل المدن الساحلية كيافا وعكا وحيفا وتل ابيب القرية التي جعلت منها الوكالة قاعدة لتمركزها تحت رعاية القوات البريطانية الغاصبة والتي استقدمت العصابات الصهيونية من اوربا تحت اغراء ات المال وتهديد السلاح والمجازر الرهيبة لدفعهم وتهجيرهم قسرا لبلادنا . التي قامت بالايعاز لها الوكالة الصهيونية نفسها في مختلف البلاد الاوربية كالمانية وروسيا وفرنسا وبولندا ومناطق البلقان وغيرها لليهود الاشكناز الاوربيون .
وفي هذه الاجواء الساخنة كانت تنشط الوكالة اليهودية تلك الايام كما ينشط الموساد اليوم في مدن العراق ويقوم اليهود فيه بشراء محموم للعقارات في مختلف المدن العراقية وتحت حماية القوات الامريكية والبريطانية ورعايتها لتكون مقرات لعملهم الاجرامي الرديف لللاحتلال الاميركي البريطاني الصهيوني للعراق ولكي تكون مراكز اتصال ومقرات للتمويه لانطلاق كوماندوس الاغتيالات و( عصابات المرتزقة العالمية الخاصة ) التي تم ادخالها لشمال العراق في فترات سابقة على سقوط بغداد والحقت باعداد كبيرة ( ما بين 1500 - 5000) من القوات الخاصة الاسرائيلية مزودة باحدث الاسلحة و المعدات التجسسية ) ليلة سقوط بغدا د بطائرات هليكوبتر عبرت سماء الاردن مباشرة اليها وتقوم حاليا بادوار مركزية في التصفيات الجسدية ( 2700 مسجلة حتى اليوم ) للعلماء والمجاهدين الابرار من رجال العراق . ......
*******************
وربما لا نملك ازاء ما يجرى الان الا نقول ما اشبه اليلة بالبارحة وهنا نص الخبر /الوثيقة
كما ورد في جريدة القبس الدمشقية في عددها الصادر بتاريخ 15 /12 /1935
******************
ألقى السير هربرت صموئيل : المفوض السامي البريطاني في فلسطين وهو يهودي صهيوني .
محاضرة في جامعة لندن بعنوان (انكلترا وفلسطين ) وقد احدثت ضجة عنيفة في مختلف الاوساط السياسية , ولعل اهم ما جاء في هذه المحاضلرة الخطيرة تصريح السير هربرت صموئيل بان الحوكمة الانجليزية كانت قد وضعت مشروعا بتاسيس مملكة يهودية مستقلة من قبل تصريح بلفور بتاسيس الوطن الصهيوني , ولم يقف السير هربرت عند هذا الحد بل اعتلرف بان فكرة تاسيس هذه المملكة كانت موضع بحث بينه وبين الدكتور حاييم وايزمن الزعيم الصهيوني الكبير إبان الحرب العظمى وانه اجتمع في 9/ تشرين الثاني 1914 الى السير اداورد غراي وزير الخارجية البريطانية , اذ ذاك وفاتحه بتاسيس هذه المملكة وكاد وزير الخارجية البريطانية يقتنع بفائدة هذا المشروع الضخم لان السير هربرت كان يريق عليه الوانا جذابة حتى ان السير غراي راح يساعد هربرت بشتى الوسائل السياسية والديبلوماسية على تحقيق فكرته .
وقد كان مشروع السير هربرت صموئيل يقتصر على فلسطين وحدها بحدودها الحالية, ولكن السير ادوارد غراي كان يحلم بملك اوسع , لان مملكة مساحتها كفلسطين ليست بذات اهمية كبرى , فاقترح السير غراي ضم سورية ولبنان الى هذه المملكة المستقلة, على ان يعلن عليها ملكا من بني اسرائيل , ولم يعارض السير هربرت صموئيل السير ادوارد غراي في هذا الاقتراح ولكنه طلب منه ان يمهله ليدرسه درسا دقيقا . وبعد اسابيع عاد وبين لوزير الخارجية الاضرار الكبرى التي تنتظر هذه الملكية في فلسطين اذا ما دخلتها العناصر العربية في دمشق وبيروت وقال له ان العرب في دمشق لن يمكنوا اليهود من صف حجر واحد في دمشق . فاقتنع السير ادوارد غراي واخذ يوجه اهتمامه وتفكيره الى تاسيس امبراطورية يهودية خالصة في فلسطين .
____________
جريدة القبس الدمشقية . برئاسة نجيب الريس ...
والخبر من الصفحة 134 في المجلد الاول من مذكرات اكرم الحوراني .