|
أثلجت صدراً هموم الأرض تسكنه |
واستوطنته سَموم الريح في الظُّلَم |
في عتمة الليل ملقىً والرؤى أملٌ |
صنو السراب تراءت وانمحت بدمي |
حتى تفجر يأس الشيب في حلم ٍ |
راهنت ردحاً بأن ينجو من السَّأم |
لكن كفاً تراخت عن أصابعها |
تثاءبت بين وهم الروح والسقم |
نادت فغاب بصيص الصوت مندحراً |
في قعر جبٍ بلا ردٍّ لمعتصم |
وانحاز بعض غريب الهطل ملتوياً |
كعابر الحزن يرجو عفو منتقم |
فاستدبر النهر حقلا ًكدت أبذره |
مضى يوجِّه محراثاً الى العدم |
هبت نوارس أيام ٍ بحقل غدي |
تعانق المنجل المصكوك من أدمي |
فاستشهد القمح ناياً قرب نافذتي |
وبعثر اللحن فوق الروح والقلم |
ناطحت خذلان أهل كنت أحسبهم |
كفّـاً تهدهد متناً ضاع عن قدم |
ولم يهن عزم شعب الماردين وما |
تأخَّر الفجر حين الليل لم ينم |
حين استفاق بيان البحر أدركني |
من طاقة الموج ما في البحر من نِعَم |
هبت سفائنه بالحق مشرعة |
تستنهض الفجر بين الذل والسقم |
واختارت الجري في درب أُريد له |
أن يبلغ المجد لا كالتيس في الغنم |
شقت دروباً على اسم الله ســابحة |
واجتاحت الموج كالضرغام في الأجم |
واســـتثمرت سُــنناً ينحاز صاحبها |
لباذر الخير في أرجاء ملتطم |
هناك تحت فؤوس الغدر منتصب |
شعب تجذر عملاقاً على الثلم |
تقوى عزائمه للحق مرتدياً |
مهما تخاذلت الساحات من رحم |
يصارع العتم والأحداق وارِفها |
يراقب المجد مرسوماً على الهمم |
أضحى مناراتِ عزٍ لاذَ ناقدها |
بِِشـرِّ صمتٍ طويلٍ غير منفصم |
يا ليت يوسف في إخوانه مثلاً |
لسادةٍ أبدلوا الياقوت بالنَّــدم |