الراسخون في الشعر
- أحمد العسكري
حنّي يديكِ وشدي موضِعَ الوجعِ
لايأخُذنّكِ بي عشــقٌ فتمـــــتنعي
سأقطِفُ القلب من شـريانهِ ثمراً
مدي يديكِ لصدري واقطفيهِ معي
مهــــلهلٌ ألـــفُ أنثـــــى لاتُرقِعُهُ
وراحُ كفكِ ظـــلت آخِرَ الرُقـــــعِ
أنثايَ يا رأسَ مسمارٍ على رئتي
دقي الزفير بهذا العطر واندفعي
أنثايَ آخِرُ حربٍ سوفَ أخسرُها
فخبئي الزحفَ في نصريكِ واندلعي
أحبُ في شفتيكِ البِكر عاصمتي
ذاقَ الغزاةُ عليها حُمرةَ الفزعِ
وأنتِ ياروح كم صلى الرصاصُ لها
موتاً , وأخــطأ حينَ العدِ بالـــرُكعِ
بغداد ياروح في حوض الردى وقعت
فكيف سرتِ على المجرى ولم تقعي
يــاروح أغلــقت الأرواح جنتــــها
وأنــت مازلتِ بالــتفاح تنخدعي
كفرتُ بالتــبغ تــكويني أصـــابعهُ
متى سيشبعُ شــيطاني من البِدعِ
دمــاً بصـــقتُكِ يــادنيا مرارتهــا
دسّت لساني بشِقِ الشعرِ والصرعِ
متــى أجيئُكِ مـــرت ألفُ قـــابلةٍ
وأنتِ أدمنتِ تســعاتٍ ولم تضـــعي
متى أموتُ بــأرضِ الثاكلـــينَ أخــاً
لكي أعيشَ بجـرحِ القاصِدِ الولِــعِ -1
يـاروح مـاوجدت ثـوباً بقامــتها
انــي أفكُ لكِ الأزرار فانخلــعي
ثوبٌ وكل صـلاةٍ رحـتُ أغسلهُ
والروح تركضُ مثـل الطـفل للـبقعِ
مـللتُ أعـقِدُ صـبري في بـكارتها
خيطاً , فينســلُ من ســجادةِ الورعِ
شدي الفراتَ على جرحٍ سأفتحهُ
شدُ الغريبةِ لايُجدي تراهُ مــعي
1- الشاعر العراقي حسين القاصد - وهو يرثي أخاه حسن الذي سقط برصاص المحتل الأمريكي