أمران في العمل لا بد من تحققهما ليكون عمل الشخص منتجا , وهذا ان كان ينطبق على كل عمل , فان العمل في السياسة والعمل للاسلام لموجب لوجودهما , واختلال اي منهما لا ينفي الآخر ولكنه يحرف العمل عن مساره ...
انهمــــا : الاخــلاص والوعـــي .
فليس كل من يعمل للاسلام واعيا الوعي المطلوب في كل المسائل , وليس كل من يدعي الاخلاص من العاملين مخلصا .
فالوعي الذي نتحدث عنه هو الوعي على طبيعة الدعوة وطبيعة المدعو اليه – الاسلام – فالاسلام دين الله أمرنا ان ندعوا اليه في كل حال , فلا بد من الوعي حين الدعوة اليه , فلا ندعوا المسلم المقصر بما ندعوا به الكافر ولا ندعوا أهل أمريكا الى ما ندعوا اليه أهل بلاد الاسلام ... فالوعي على الواقع والوعي على مناط الحكم أمرا محتما .
فاهل اوروبا وامريكا والصين كفار ابتداءا فاننا ان لقيناهم دعوناهم الى الايمان والتوحيد , بينما المسلمين في بلاد الاسلام فاننا ندعوهم الى ما ينقصهم , فندعوهم كافراد بالامر بالمعروف والنهي عن المنكر وكما ندعوهم لتحكيم شرع الله المعطل والواجب عليهم تنفيذه وتطبيقه , وبالتالي فلا بد من الوعي على حقيقة المجتمع الذي نحن فيه والناس المحيطين بنا والذين هم موضع الدعوة ... فالمجتمع الذي نحيا به , ويحيا به المسلمين لا بد من الوعي على طبيعته وواقعه لمعرفة حكمه في الشرع وبالتالي معرفة الواجب عمله تجاهه , وهذا الوعي لا بد ان يتحقق في الجماعة العاملة وفي أفرادها بحيث يمكن كل فرد فيها بل ويدفع الى تحقيقها في ذاته لتحقيق قوله تعالى " قـل هـذه سبيلــي أدعـوا الـى اللـه علـى بصـيرة أنـا ومـن اتبعـني " فلا يقال ان الوعي هو في القيادة والقيادة هي أدرى , فاذا كان الرسول الموحـى اليه خوطب بقوله " .. أنا ومن اتبعني .." وكان يسأل أمنزل أنزلك الله ام الحرب والرأي ..." فكيف لنا ان نرمي بثقتنا الى قيادة من دون تمحيص لما تقول وتفعل وكيف لنا اطاعتها بما تأمر وتنهى لا لشيء الا انها القيادة وهي الاوعى والاجدر , بينما كتاب ربنا وسنة نبينا أمامنا وتقول ان لا معصوم بعد الرسل وتقول " ... فردوه الى الله والى الرسول " فلا شيء اسمه مصلحة الدعوة ولا شيء اسمه القيادة أوعي والقيادة محل ثقة والقيادة أدرى بتصاريف الامور ... نعم في الامور الادارية وتنقلات الافراد والامور التنظيمية الادارية قد نناقشها وقد نترك لها الامر ولكن في الفكر وفي طريقة العمل وفي التصريحات والاعمال السياسية فهي تمثلنا ونحن مسلمين نريد مرضاة الله وبالتالي فالامر سهل : بيننا كتاب الله وسنة رسوله نحاكم كل عمل وكل قول فنعرضه عليهما فان كان منهما فبها ونعم وان خالفهما رددناه ولو كان للامام مالك كما قال الامام " ان صح الحديث فهو مذهبي " فالمسلم قائدا ومقودا لا يعمل الا تحت قاعدة " رأيي صحيح يحتمل الخطأ ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب " ذلك ان الحكم الشرعي هو غلبة الظن .
* - اما الامر الثاني فهو الاخـــلاص وبدونه فالعمل الى هدف غير المرجوا , وعدم الاخلاص لا يعني العمالة للغرب او للحكومات والانظمة , بل عدم الاخلاص هو القيام بالعمل لوجه الله تعالى وبالتالي فقد يكون الاستوزار او المصالح او الخوف من الحكومات او عدم الثقة بالعمل الصحيح والحقيقي او اتخاذ قواعد غير ما قعد الشرع ... كل ذلك وغيره يكون او يجر الى عدم الاخلاص , الاخلاص لله والاخلاص للاسلام والاخلاص للامة المسلمة ... فالاخلاص بوجوده ضمانة للعمل وتحقيقه الهدف المرجو وبدونه سنقود الامة لمصالح ذاتيه او اغراض واهية .
= اذا شرطان وعي على الاسلام بفكرته وطريقته بما اجاز من وسائل واساليب وما منع وعلى واقع الامة وواقع العالم المحيط بنا وعلى حكم الاسلام فيه من أفراد ومجتمعات وعن طريقة الاسلام في التغيير .
واخلاص لله ورسوله , بحمل الفكرة والعمل لها بصفتها اسلام امر الله به نبتغي من وراءه نوال رضوان الله وتحقيق أمره بتطبيقه والاحتكام اليه بغض النظر عن النتائج والتبعات طالما اننا نسير وفق منهج الله , فلا تصرفنا تقلبات الدهر وظلم الواقع وبطش الحاكم للجوء الى تحوير المسار حفاظا على كيان الحركة وصونا لجسم الحزب .
فالمخلصون في الامة كثر وكثير ولكن منهم من ينقصه الوعي ليقرنه بالاخلاص فلا يبقى يدور في حلقة مفرغة , وفي الامة واعيين ولكن منهم من لم يجسد هذا الوعي بالاخلاص فصرف الامة عن غايتها الى غاياته .
ومن ذاك نقول ان للجماعات التي تعمل للاسلام لا بد ان تضع نصب اعينها ثوابت لا تحيد عنها :.
• أولاً : وجوب وجود الاسلام في واقع الحياة
• ثانياً : وجوب وجود خليفة للمسلمين
• ثالثاً اتباع طريق الرسول - صلى الله عليه و سلم -
• رابعاً : السيرة تفهم بالقرآن
- خامساً : وجود قطعيات لا يجوز الخلاف حولها *