|
ليسَ امتهانـًا للمحبـّة والهوى |
قدْ كانَ منـّي ذا التباعدُ والنـّوى |
لا ليسَ طبعي والتياعي شاهدي |
لكنَّ قلبي منْ تجاهلكَ اكتوى |
والصـّـدُّ منكَ أراقَ حبرَ يراعتي |
ويكَ التـّـنائي إنْ على جودي استوى |
ولقدْ نويتُ البعدَ كرهـًا مرغمًا |
لكنّ قلبي ويحَ قلبيَ ما نوى |
فبرغمِ كلِّ جفاءِ طيفكَ إنّ لي |
طيفًا عشيقًا عنْ غرامكَ ما ارعوى |
أفما علمتَ بأنّ هجركَ قاتلي |
وبأنَّ وصلكَ يا طبيبُ هوَ الدّوا |
وبأنَّ نجمي في الجّفونِ معلّقٌ |
إنْ أغمضتْ عيناكَ في ليلي هوى |
قلْ لي فكيفَ يكونُ إن خاصمتني |
وقذفتني في بحرِ شوقيَ والجوى |
منْ غيرِ طوقٍ للنـّـجاةِ وإنــّـني |
في الماءِ أغرقُ كالشّراعِ إذا انطوى |
كمْ منْ إشاراتٍ وضعتُ أضعتَها |
وفقدتُ في بيداءِ راحتكَ الصُّوى |
مثلُ السّرابِ غدوتُ ماءً كاذبًا |
أتراهُ غرّكَ فرطُ حبّـيَ أوْ غوى |
إنْ كانَ غرّكَ لهفتي وتولّهي |
والقلبُ فيّ لغيرِ صدركَ ما أوى |
فاعلمْ بأنّ النـّـبضَ خانَ مودّتي |
ويلي وتحتَ لواءِ نابضكَ انضوى |
هذا يسيرٌ إن علمتَ وإنـّني |
أخشى عليهِ إذا تكسّرَ أو ذوى |
أوَ ليسَ يكفي أنْ غدوتَ لمهجتي |
نهرَ الحياةِ ومنكَ ثغري ما ارتوى |
يكفيكَ أنـّـكَ دونَ غيركَ ساكني |
وسوى خيالكَ في خيالي ما ثوى |
سلْ ما تريدُ لكي تعودَ بليلةٍ |
فيها ادْلهمَّ الشوقُ واشتدّ الطـَّـوى |
خذْ هاكَ روحي لستُ أملكُ غيرها |
خذْ مقلتي ولكَ الفؤادُ وما احتوى |
عدْ كيْ اعودَ فإنَّ عوديَ ناحلٌ |
وبدتْ عظامُ الجّسمِ منْ تحتِ الشـَّوى |
عدْ عيلَ صبري واليمامةُ غادرتْ |
شجرَ انتظاري ثمّ غصني قدْ خوى |