الآخرون لا يريدون لك الموت ولكنهم لا يحبون لك الحياة
ولا تنس انك لست وحدك في الوطن وعليك أن تتقبل من الليل حشرجة تعصف من فم الكوابيس , ومن الصبح مباغتة أحلامك ,عليك أن تتقبل من الضحى بأن تحرقك بشمس لم تشرق إلا لغيرك وعن الظهيرة أن تقلق قيلولتك ,
فتحمل عن المساء أن يرج نظرتك الأفقية لتختل الصورة التي تحاول أن تقيس عليها أهدافك ,
ولأنك بحاجة إلى مساحة تستوعب بعضا من أحلامك عليك أن تقبل في هذه المساحة كل التناقضات التي من الممكن أن تزيح بينك وبين أدائك خطوات النور الذي ينجز مهامك .
ثق انك لن تجد أرضا مفروشة من الرضي ولن تجد أساسات جاهزة لتبني عليها قصور آمالك حتى وان توفرت لك الأسباب .
أنظر غيرك عمل المعجزات من شق تمرة ومن رشفة ماء فمن يضع على عاتقه تحقيق الهدف لا يبحث عن وسائل الراحة .
قد قدمك ولا تشك من وعورة الدرب .
وجع الأرصفة أن لا تداس , وإلا تطعمها الأقدام لهاث القادمين عندما يولون شطر امتشاق مسافاتها هدير الخطوات وان يعصف بها القر المتيبس في حضن الشتاء ..
وان تقشر الريح نواصيها والعبث في ملامحها واعتصار الغبار آخر ما لديه من أنباء العابرين مندسا بين الأنوف والذاكرة لا أدري أين يقبع مخبأه المفضل بين هذي وتلك لكنه لا يفقد حيلة من حيله ..كل بحاجة إلى تأشيرة المرور سوى الغبار .. لا أحد ينتمي إلى غبار ولكن الغبار ينتمي إلى الجميع ..
لا يستوقفه شرطي أرعن في المحطات ولا يلامسه جهاز الكشف في المطارات ولا تزجره خفر السواحل في عرض البحر , إنه ملك متربع على عرش الحياة والحياة بمجملها تبدأ منه وتنتهي إليه , و أي غبار تتساءلون عنه ؟
لقد انقادت الساعة برساغ الريح وركضت الدقائق في الضيق الفسيح وما على العقل إلا أن يستعير خطوات السلحفاة فكيف مر أمامهم نيزك العمر وبقي العقل لكي يسترد البراءة من وجه الطفولة ..؟
ليس الذنب لتشبثه بالطفولة المنزوعة إنما الذنب ذنب السويعات التي لا تحتمل الدوران حتى تشتعل في الانحدار نحو الاكتمال
ونحن نذهب في الانتقاص قبل أن تكتمل الحكاية ..أيها الزمن ما بالك وأنت تجر عربة القلب فكيف بك لو كنت تنتعل الإسفلت .
قليلون بكثرتنا ووحيدون في جمعنا
ليس هناك مفر من أن نكون كيفما أريد لنا ..
أتدري..! لماذا تقدم غيرك وهو مار على جسدك ؟
لأنك كنت جسرا لعبور آمالهم وكنت محطة تنطلق منها أحلامهم و(ليس ذنبهم أنهم أرادوا الخير لأنفسهم) مذ أن صافحت الخذلان وواريت على فشلك بل تلحفت بنجاح غيرك كنت زيت المعجزة الذي يوقد قناديلهم وكنت الصمت الذي يحتفل به كلامهم..
كنت تتباهى بهم وكانوا يرون فيك تنورا يخبز خبرهم ولا عزاء للرماد وقد كنت الرماد بامتياز..
فلا تدعي إن الظروف لم تخدمك وان الزمن ليس زمنك , كثيرا ما أحتدمت هذه النغمة مع السمع ولن تفي بالغرض.
أن أردت أن تنهض من "موتك" عليك أن تنظر إلى الكون بعيون مختلفة وبقلب نقي من الرواسب القاتمة , ألقم الغبار نظرة أفقية بعيدة .. فللغبار فائدة أخرى قد تجهلها إنه يحميك من صدمة الرؤية لبعض المناظر التي لا تروقك .
أرسن حصان يومك بالأمل وأشرع في قطع خطواتك للعمل ..
المعضلة الكبرى ..
الكثير منا يتحدث والقليل ينصت ,, و ربما لا يوجد من ينصت .
لأقوامنا سمة "فريدة" يختلفون فيها عن سكان الأرض
وهي:
كلما مددت لهم يدك ! لا يكتفوا فقط بمجرد التفكير في بترها , وهذالن يرضي غرورهم إنما يدك هذه التي امتدت إليهم كانت وسيلة لجرك إلى الحفرة التي هم واقعون فيها بدلا من أن تخرجهم منها ..يهبطون بك وهذه كبرى غاياتهم.
لأنه ليس من شأنهم أن يرتقوا معك إلى الأعلى ولكن يقتلهم أن تكون أنت الماد يدك لترفعهم والحل الأمثل هوأن تسقط في نفس الحفرة وقد يسعف ذلك يدك من بترها ..
حينا يسقط على رأسي سؤالا طائشا كرصاصة طائشة قائلا :
لمَ تمتد إليهم يدك طالما هناك أكوام مكدسة من قصص مشابه وكانت النتيجة ذاتها بحيث لا تتمكن من إنقاذهم ولا تنجو بنفسك من براثن كيدهم ..؟
(ذنبك أن تكون ضحية من تضحي من أجلهم ) ربما عرفت الآن لماذا يصل النهار إلينا متأخرا؟
وان وصل وصل غائبا عن وعيه بل أحيانا يأتي مرقطا بقميص الليل ...ربما وصلت للإجابة الآن ولكن...
سأحتفظ بالجواب مؤقتا على الأقل لن يدغدغ سوار السؤال معصمي.