من رد على إحدى المشاركات في أحد المنتديات:
الغالبية العظمى من أبناء الأمة مخلص.
ومن الطبيعي أن تحاول القوى السياسية الفاعلة إقليميا وأولها إسرائيل ودوليا استغلال طاقة مشاعر المخلصين من أبناء الأمة.
فمسألة استغلال المشاعر شيء ومسألة خلق تنظيم ما شيء آخر.
على أن الأمر في نهاية المطاف لا يفرق كثيرا.
أساس البلاء هو القطرية والحدود. فكل فكر أو جماعة أو أفراد يقبلون بإطار القطرية لأنقسهم وجهدهم مأطورون به يحدهم سقفه الذي هو قدم القوة المهيمنة على ذلك القطر. يستوي في ذلك المرتبطون بقوى معينة والمخلصون المأطورون بالقطرية. مع وجود فارق في وصول ذلك السقف.
وخير مثال على ذلك قطرية فلسطين التي فبركها الإنجليز واليهود رحما لحمل إسرائيل ثم ميلادها كما أوضحت في الرابط الذي لا أمل من التذكير به:
http://hewar.khayma.com/showthread.p...C3%E1%DD%C7%D9
فقد تفاوتت الحركات في ما سمي فلسطين من حركات قامت كما قال هاني الحسن عن حركته فتح في جريدة اليوم السابع في الثمانيات ( أنها تخوض معركة حياة أو موت من أجل تحضير الشعب الفلسطيني للتعايش مع إسرائيل منذ 1965 ) إلى حركات اتخذت الإسلام شعارا ومنطلقا مرورا بالقوميين والأمميين وكلهم عدا الحركة الأولى متناقضون ذاتيا بقبول رفع شعارات عابرة للحدود وقبول الائتطار بهذه الحدود في ذات الوقت.
وفي محصلة نصف قرن أضاعته الأمة نرى أن الفارق في المحصلة بين أصناف هؤلاء القطريين الوطنيين والقوميين والإسلاميين والأمميين محصور في سرعة التكيف مع السقف المتاح للقطرية تحت نعل حذاء القوة المهيمنة وإبتداع الفتاوى الوطنية والقومية والإسلامية والأممية المنظرة لذلك والمبررة له حسب لون كل فريق. وذلك منسجم مع إطار القطرية الذي ( في حالة قطرية فلسطين ) كانوا من خلاله يعملون ضد إسرائيل ويتعاونون مع النظام العربي الحامي لإسرائيل وأجهزة مخابراته. ( في سبيل تحرير فلسطين !!!!!!!!!!!! أما كيف فتلك فلسفة القطرية التي تنطلق لتحرير فلسطين احتراما لمرجعية حدود سايكس بيكو، وليتهم ظلوا على تلك المرجعية فقد تدحرجوا إلى مرجعية رابين-عرفات ثم إلى مرجعية بيلين - عباس ولا زال التدرحج مستمرا دون تنازل عن الثوابت بطبيعة الحال)
فكلهم الآن - مع تمسكهم بالثوابت المقدسة ودماء الشهداء - مجمعون على الاعتراف بإسرائيل وليراجع من شاء سرعة تساقط هذه الأصناف من القطريين واختلاف أطياف تنظيراتهم وفتاواهم في تحليل منشورر الطيف القطري.
وما يصدق على قطرية فلسطين التي ما زالت في طور عملية الاغتصاب الفكري والسياسي ينطبق على سواها من القطريات التي سبقتها إليه ثم أتيح لها من الوقت كسوة سوأتها بملابس شفافة من الجيوش والبرلمانات والوزارات والهياكل التي وإن سترت بعض العورة عن العيون العمشاء إلا أنها لا تخفي ما تواصل هذه القطريات وضعه نتيجة سفاحها مع مغتصبيها من توائم القهر والظلم والجرائم والتخلف وإضاعة الأمة والمصائب .
إن النهضة بالأمة تقتضي التصدي لأصل الداء فيها وهو هذه القطريات والحدود التي قامت على أنقاض دولة الخلافة لتمنع نهضة الأمة ولتكرسها مستعمرات مــــســـــتــــــقــــــ لــــــة الظاهر للكافر المستعمر.
وكل من عمل من منطلق إعطاء الشرعية لهذه الحدود فهو حام لها معرقل لنهضة الأمة.