|
مَنَّ الإلهُ بوافــــــرِ التّحـــــنانِ |
بشفاءِ بدرِ الصّحبِ والخلاّنِ |
فنجا بفضلِ الله مـــنْ داءٍ ومـا |
شافٍ ســـواهُ الواحـدِ المنّانِ |
واللهُ إنْ خصَّ العـــــبادَ بكربةٍ |
فلرحمــــةٍ منهُ وفيضِ حنانِ |
فإذا ابتلى فالصبرُ أولى والرّضى |
وإذا عفا فالشكرُ دونَ توانِ |
ولقدْ شكـــــرتَ وأنتَ أهلٌ سيدي |
لمكارمِ الأخلاقِ والإيمانِ |
(نيروخُ) فخرُ القومِ أنتَ (محمّدٌ) |
يكفيكَ إسمُ المرسلِ العدنانِ |
ولقدْ دعوتُ بظهرِ غيبٍ دعوةً |
يحميكَ ربُّ النّاسِ والأكوانِ |
منْ كلِّ هائمةٍ وجارحةٍ ومنْ |
كيدِ الحسودِ ونزغةِ الشّيطانِ |
هذا أنا والصّحبُ جئنا والقلوبُ |
تأرجحتْ منْ شدّةِ الخفقانِ |
جئنا إليــــــكَ مُحمّلـــــين بحبّنا |
منْ غيرِ تزييفٍ ولا إدهانِ |
صحبٌ كرامٌ في التقاربِ بلسمٌ |
وهمُ لعمري في اللقا نصفانِ |
نصفٌ سما والأرضُ نصفٌ إنّهم |
دنياي إذْ هذانِ يجتمعانِ |
وهمُ إذا أخطأتُ يومًا سامحوا |
وتسابقوا في الصّفحِ والغفرانِ |
وإذا الطّـوارقُ أنشبتْ أظفارها |
رصّوا صفوفَ الودِّ كالإحصانِ |
سلـــــطانهمْ حـــبٌّ وألفةُ بينِهمْ |
أكــرمْ بهذا الجاهِ والسّلطانِ |
وهمُ الأكابرُ والتّواضعُ عشقهمْ |
أمراءُ دونَ مُرصَّعِ التّيجانِ |
ومحلّهمْ في القلبِ إنْ طلعَ النّهارُ |
وفي حلولِ الليلِ في الأجفانِ |
ولقدْ رأيتــــهمُ بعـــينِ مودّتي |
ولسوفَ أذكرهمْ بشهدِ لساني |
واخترتُ بحـرًا للمــدائحِ كاملا |
هذا يلــــــيقُ برتبةِ الفرسانِ |
وجعلتُ حــــرفَ النّونِ قافيةً لهُ |
لدُنُوّهمْ مــــــنْ رقّةِ الغزلانِ |
فكأنّهمْ غابتْ مســـــــاويهمْ وقدْ |
برؤوا منْ البغضاءِ والشّنآنِ |
وكأنّهمْ ورثوا البلاغةَ منْ عليٍّ |
والتّقى والجودَ منْ عثمانِ |
والعدلَ منْ عمرٍ وكالصّديقِ في |
بذلِ الوفاءِ ونُصرةِ الإخوانِ |
هذا (كمالٌ) شيخـــــنا وجليلنا |
حربٌ على الزّلاتِ والبهتانِ |
ألِفَ الصّــــراطَ المستقيمَ وأهلَهُ |
لا تشتريهِ دراهمُ الدّهقــــانِ |
وإذا ادْلهـــمّتْ في الفتـــاوي ليلةٌ |
كانَ الثّريا في فصيحِ بيانِ |
وإذا قصدّتَ العــلمَ تصبو أهلهُ |
فالبــــحرُ دونكَ دونما شطآنِ |
(فابنُ العطاري أحمدٌ) هذا الذي |
هوَ حجةٌ كالمزنِ للعطشانِ |
فالــــــرأيُ دوما ما يراهُ وإنّهُ |
إنْ قـــــالَ قلنا دونَ رأيٍ ثاني |
أمّا (رشادٌ) في المحاسنِ قدْ طغى |
ما أجملَ الطّغيانَ في الإحسانِ |
قدْ باتَ في طبِّ العظامِ مــــنارةً |
ويداهُ ترياقٌ ونبـــــعُ أمانِ |
وجهٌ جميلٌ في النّضارةِ مونقٌ |
صوتٌ رقيقٌ كالهديلِ سباني |
والصّبرُ (صبري) في التّحمّلِ والرّضى |
لكنّهُ في الحقِّ كالبركانِ |
وهوَ الأصالةُ ليسَ يعرفُ غيرَها |
لينٌ وحزمٌ فيهِ مجتمعانِ |
ملِكٌ أمـــامَ العالمـــــــــينَ وإنّهُ |
عبدٌ ودونَ العبـــدِ للضّيفانِ |
وإذا نظرتَ إلى السّما ليلاً ترى |
قمرًا يثيرُ الوجدَ في الولهانِ |
ماذا سيفعلُ إنْ بدا لَهُ (حازمٌ) |
هذا الذي في وجههِ قمرانِ |
بالنّورِ يسعى في المدى وكأنّهُ |
قطرُ النّدى في جبهةِ الرّيحانِ |
أهوَالشّروقُ أمْ انّهُ هوَ (ياسرٌ) |
لا فرقَ بينهما سوى الأبدانِ |
إنْ مرَّ صبحًا فوقَ حــــقلٍ بائسٍ |
غنّتْ بلابلهُ على الأغصانِ |
وإذا مضى يبقى السّنا متـــــلألئًا |
منْ غيرِ أفلاكٍ ولا دورانِ |
أمّا (زيادٌ) طيّبُ القـــلبِ الذي |
هوَ عطرنا منْ سالفِ الأزمانِ |
دومًا يفيضُ الطّيبُ منْ جنباتهِ |
يغشى أنوفَ النَاسِ كالطوفانِ |
إنْ سارَ ليــــلًا في أزقّةِ قدسنا |
عندَ الضّحى سيضوعُ في عمّانِ |
ومهندسٌ صنـــــــعَ الجّمالَ بلمسةٍ |
منهُ فثارَ الحسنُ في البنيانِ |
بالذوقِ دعّمَ في البناءِ أســــاسهُ |
جعلَ الرّبيعَ يلوحُ في الجدرانِ |
ذا ( خالدٌ ) ماذا أقولُ ( لخالدٍ) |
في لطفهِ حارتْ نُهى الأذهانِ |
واذا بدا في الأفق يومـــاً (طارقٌ) |
وصفي لهُ ما كان بالامكانِ |
فهوَ الظّريفُ كما نســـــــــيمٌ عابرٌ |
وإذا تنسّمَ ما برحتُ مكاني |
وأخو صــــــديقٍ والوداعةُ ديدنٌ |
وكمثلِ نهرِ النّيلِ في الجّريانِ |
قدْ يخطئ الإنصافُ في حكمٍ وقدْ |
تكبو العدالةُ في هوى الهيمانِ |
لكنَّ (فهمي) مثلُ سيفٍ حدُّهُ |
لمْ يخشَ منْ راضٍ ومنْ غضبانِ |
منْ فـــــازَ أدخـــــلهُ لجنةِ قربِهِ |
ومنْ استهــــــانَ ففي حميمٍ آنِ |
ولكلِّ مائدةٍ شرابٌ ســــــائغٌ |
يطفي اللـــظى في جمعةِ النّدمانِ |
وأظنّـــــها هذي حلاوةَ (ماهرٍ) |
كالسّـــكرِ الفضّيّ في الذوبانِ |
يكفي السّماحةُ وابتـــسامةُ ثغرِهِ |
أشــــــهى منَ التفاحِ والرّمانِ |
ولقدْ نسيتُ معَ العُجالةِ (هاشماً) |
مــــــــاذا أقولُ لآفةِ النّسيانِ |
فلأنّهُ بمـــــقامِ نفســــــــي قربةً |
بلْ دونَ ذلكَ فــي المحبّةِ دانِ |
وهوَ المُطـــــهّرُ قلبُهُ ولســـــانُهُ |
طوبى لقـــــلبٍ طاهرٍ ولسانِ |
فالنفسَ ألجمها وشدَّ وثاقـــــها |
ورمى هواها في دجى القضبانِ |
ولقدْ ذكرتُ منَ الكواكبِ عشرةً |
وثلاثةً أوفـــــــى بني الإنسانِ |
وأنا لعمـــــري أستنيرُ بنورهم |
وبدونهم تاللهِ ما أوهـــــــــاني |
وهمُ الهــــــديةُ منْ لدنْ متفضلٍ |
قدْ جادَ فيــــــهمْ نعمَ ما أهداني |