هنا أجد البيان يهجر اللسان ويحوم حول الجنان يبحث عن موطئ قدم لهذا الحرف الذي بلغ عنان التميز الشعري في أسلوبه وفي طرحه.
المبنى بلغ أفقا عاليا من التميز بجودة السبك والعل والتعليل وتوظيف المفردات بل والتراكيب للمعاني المرجوة ، وصور عميقة ومنسجمة مع المعنى من عير تكلف أو إقحام ، والجرس إبهار بتنويعاته الموسيقية بين مد وشد وبين ارتفاع وانخفاض يماثل حالة الحزن حينا والغضب والأنفة حينا آخر.
وأما المعنى فقد بلغ من الإياء والأفنة والغضب الدفين حدا لا يبلغه الكثير من الرجال ، وهذا الفكر الواضح وهذا العتاب الصارخ يدل على مدى الوعي بالحال وبما يدور في الأروقة من عبث وبيع للقضية في ظل صمت عربي رسمي وشعبي.
إنها إحدى القصائد المعجزات وأتوجه من هنا إلى مشرفي القسم بأن يتم تثبيتها لمدة مضاعفة على الأقل فهي قصيدة تقدم لنا أميرة الشعر العربي في الواحة وقريبا ستكون أميرة الشعر العربي في هذا العصر بلا منازع.
وأنا من هنا أثني مجددا على هذه القصيدة وأرى فيها بداية إمارة شعرية للشواعر العربيات.
هنيئا لنا بالشعر وهنيا لنا بك يا أم ثائر شاعرة تتفوق على نفسها في كل مرة.
تحياتي