أنـا الوادي ..
أنا المرتحل الأمين بين يم و نهر و غدير..
زمن متدفق غير آبه بأماسي الرجوع..
أنا المسافر بلا عودة دونما موج المغيب ..
الرخيم الراقص على وشج الشجن ..
الرحب العميق..
بأساطير الأهوج و العذب من شوق الزمن..
تعتابني الأكاليل و المدائن .. ؛كل المدائن ..
بيد أني لا أهوى غير دروب البيادر ..
حيث منابر الصفاء تصدح بها النوارس ..
و جنون الليل سَكنٌ دون انتهاء و لا مآتم..
أنا الراوي .. و النديم لوفاء الشفق ..
أمسيت الخلّ و السفير لمواويل الوتر .. ،
أضحى الخرير لمياهي اللغة و المدد لفيالق العشق
و الحَزن ..
بينما لا أزال أسلك طريقي على وهاد من حجر ..
أسير يسرا بين الخمائل .. رقة و سمر ..
و أنثر صفو ردائي ندى دافئا كلما حان السحر ..
ململمـا في أحشاء تدفقي ..
ملاحم الزرع .. و توادد الغصن و هزاع المطر..
و لا سيما حنين السفر لذات النبع ..
شوق الوليد ..، الفتى الرشيد ..
لأصل الغسق
ترافقني عذب المخلوقات ..
تصطف حولي بعفوية الود و الانتماء ..
حقول القمح .. و فضاءات الأحلام ..
من نرجس و ورد و أقحوان ..
أحاكيها أم الحكايات ..
و أسمع منها حرائق النهايات ..
لا أندهش .. ، لا أثور ..
فطبيعتي هدوء الاحتواء ..
و أمانة المسير ..
ما بين النهر و الغدير
عبر العهود و الأزمان ..
... أنا الوادي .. .. !