زمن الحصاد
أبي أجبني.. فإنّ الحزن يَخنقنـــي
قد زاده القهرُ تثبيتا وتمكينـــــا
أضحى كداء طوال العمر يَسكننــي
آلامه أنجبت في النفس سكينــــا
قل لي لماذا أرى عنوان حاضرنـا؟
خوف وجبن وغرب شامت فينـــا
قتلـى, وجرحـى, وأطفـال مشرّدة
ونحن نهذي: رغيف العيش يكفينـا
بغداد قد صُلبت والشـــام في خطرٍ
والقدس ينزف عارا من تجنّينــــا
سُبّ الرسول كذا سبّت صحابتـــه
فأيّ مقبرة في الأرض تؤوينـــا؟
ونحن تحت غطاء الخوف يا أبتــي
نُذري دموعا على أطلال ماضينــا
فالذعر يُسكتنا والظلم يقمعنـــــا
والعجز يُرهقنا والقهر يُدمينـــــا
والكلّ يبكي على مثوى عروبتنـــا
حتى غدا الدمع بحرا في مآقينــــا
سيف اللسان الذي خلناه يحرسنـــا
ما انفك يسعى عن التعبير يُثنينـــا
كذلك الحرف يأبَى ترك مخرجــــه
فكيف ننطق حين الحرف يعصينـــا؟
صرنا عبيدا نلوك اليأس في نهــــم
ونشرب الصبر كي ننسى مآسينــــا
نمارس الصمت في صمت ونكتمـــه
إذا سمعنا أنين الصمت يخزينــــــا
***
أجبته ودموع العين تفضحنـــــي
آه بُنيَّ - لو الآهات تجدينــــــا –
نحن الذين خلعنا ثوب عزّتنــــــا
ثمّ التحفنــا بذلّ ظلّ يشقينــــــــا
نجترّ قولا جميع الناس يحفظــــــه
النصر آت بإذن الله آتينــــــــــــا
- يا ليتها انحبست في الحلق قولتنـــا
يا ليتها مُلئت أفواهنا طينــــــــا -
هل يملك النصر أن يأتي لأمتنــــا؟
ونحن نُبحر جهرا في معاصينـــــا
دسنـا المبادئ والأخلاق يا ولــــدي
خنّا المساجد والقرآن والدينــــــــا
بعنا شهامتنا ضاعت كرامتنــــــا
بعنا رجولتنـــا تاهت أمانينـــــــا
أعداؤنا نهشوا أعراضنـــــا زُمَرا
ونحن نمرح والأوتار تُلهينــــــا
منذ افترقنا وفرّ السيف من يدنــــا
داء الغباء تفشّى في أراضينـــــــا
فكيف نبكي ونسقي الأرض خيبتنـــا
ما نحن فيه، ألم تزرعه أيدينــــــا؟!
من يزرع الشوك لا يجنــي سواه غدا
لن يصبح الشوك أزهارا ونسرينـــــا
وزارع الورد يجني الورد سنّتهــــا
هذي الحياة كما نعطي ستعطينــــــا
06/11/2010