6- ... مع الشكر
(1)
وحَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الرُّوَاسِيُّ عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى، عَنْ عَطِيَّةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ" [سنن الترمذي].
قَوْلُهُ: (مَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ إِلَخْ). قَالَ الْخَطَّابِيُّ: هَذَا يُتَأَوَّلُ عَلَى وَجْهَيْنِ:
أَحَدُهُمَا أَنَّ مَنْ كَانَ مِنْ طَبْعِهِ وَعَادَتِهِ كُفْرَانُ نِعْمَةِ النَّاسِ وَتَرْكُ الشُّكْرِ لِمَعْرُوفِهِمْ كَانَ مِنْ عَادَتِهِ كُفْرَانُ نِعْمَةِ اللَّهِ تَعَالَى وَتَرْكُ الشُّكْرِ لَهُ.
وَالْوَجْهُ الْآخَرُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَا يَقْبَلُ شُكْرَ الْعَبْدِ عَلَى إِحْسَانِهِ إِلَيْهِ إِذَا كَانَ الْعَبْدُ لَا يَشْكُرُ إِحْسَانَ النَّاسِ وَيَكْفُرُ مَعْرُوفَهُمْ لِاتِّصَالِ أَحَدِ الْأَمْرَيْنِ بِالْآخَرِ. اِنْتَهَى.
وقال محمد عبد الرحمن بن عبد الرحيم المباركفوري أبو العلا تعليقا عليه في "تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي":
قَوْلُهُ: (وَفِي الْبَابِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ وَالْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ) ... وَأَمَّا حَدِيثُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَيْسٍ فَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّ أَشْكَرَ النَّاسِ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَشْكَرُهُمْ لِلنَّاسِ "، وَفِي رِوَايَةٍ: " لَا يَشْكُرُ اللَّهَ مَنْ لَا يَشْكُرُ النَّاسَ ".
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: وَرُوَاتُهُ ثِقَاتٌ. قَالَ: وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ مِنْ حَدِيثِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ بِنَحْوِ الْأَوَّلِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ فَأَخْرَجَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ فِي زَوَائِدِهِ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مَنْ لَمْ يَشْكُرْ الْقَلِيلَ لَمْ يَشْكُرْ الْكَثِيرَ، وَمَنْ لَمْ يَشْكُرْ النَّاسَ لَمْ يَشْكُرْ اللَّهَ " الْحَدِيثَ.
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ: بِإِسْنَادٍ لَا بَأْسَ بِهِ، قَالَ: وَرَوَاهُ اِبْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ اِصْطِنَاعِ الْمَعْرُوفِ بِاخْتِصَارٍ. قَوْلُهُ: ( هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ ) وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالضِّيَاءُ.
(2)
وإذا أراد المرء أن يحصر من يجب عليه شكرهم لم يستطع؛ فهناك الأقارب وهناك الأصدقاء وهناك الجيران والمعلمون و... إلخ.
وعلى مدار اللحظة يكون هناك من يجب شكره لمعروف أسداه.
ومع هذه القيمة الدينية والإنسانية الرفيعة أفتح هذه النافذة لصوغ المعنى الجميل في الأسلوب الجميل في الخاطرة الجميلة.