أتذكُرني؟!
يسائلني ويبتسمُ
فأضحكُ من براءتِهِ
ومكرٍ ماتعٍ في الوجهِ يرتسمُ
يعاتبني فلا أحلى معاتبةً
تفيضُ عذوبةً من فيهِ تنسجمُ
فأحضنه بشوقٍ جارفٍ والعينُ مغمضةٌ
تظنُّ بأنه حلُمُ
وتخشى أن تُفتِّحَها فيُطوى الرسمُ والنغمُ
بلى هذا شذى أحمدْ
ونغمةُ صوتِه الدافي
يسيل كعذبِ ماءٍ رائقٍ صافي
فيُحيي رمَّةً من عظميَ المُجهَدْ
ويفتح أعيناً مُبيضَّةً من حزنِها وكمَدْ
يكحِّلها مُحيّاك البهيُّ وسحرُك الشافي
وها ترتدُّ مبصرةً بدونِ رَمَدْ
أيا رمقاً إذا فارقتَني جسدا
بقيتُ طريحَ جثماني الذي همدا
كأني إنما فارقتُ عنك الروحَ منذ أمدْ
وعدتُ إلى الحياةِ كعازرٍ يصحو
ويفرك عينَه فرحا
وأُرسلُ فيك من نظري الشغوفِ يجول منسرحا
ليرتاحَ الفؤادُ ويطمئنَّ لصدقِ ما وجدا
بلى هو أحمدٌ فامدُدْ إليه يدا
وحضناً قطَّع الهجرانُ من أضلاعِه قِدَدا
أتذكرني؟!
تسائلني؟
وهل ينسى أبٌ ولَدا.