أحدث المشاركات

لبنان» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» تعقيبات على كتب العروض» بقلم عبده فايز الزبيدي » آخر مشاركة: عبده فايز الزبيدي »»»»» نظرات فى تفسير سورة الإخلاص» بقلم اسلام رضا » آخر مشاركة: اسلام رضا »»»»» ( و كشـفت عن ساقيها )» بقلم ناديه محمد الجابي » آخر مشاركة: محمد نعمان الحكيمي »»»»» الأصواتيون وعِلم العَروض العربي.. عجيبٌ وأعـجب..!» بقلم ابو الطيب البلوي القضاعي » آخر مشاركة: ابو الطيب البلوي القضاعي »»»»» الخِصال السّبع» بقلم مصطفى امين سلامه » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» رباعيات للشاعر صلاح چاهين» بقلم سالى عبدالعزيز » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»» المعاني النحوية - رأي في آيات زوال الكيان الصهيوني» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» من هو السامري - رأيي» بقلم خالد أبو اسماعيل » آخر مشاركة: خالد أبو اسماعيل »»»»» دفق قلم القرآن والإنصات» بقلم نورة العتيبي » آخر مشاركة: ناديه محمد الجابي »»»»»

صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 31

الموضوع: الشواطئ لا تلتقي

  1. #1
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي الشواطئ لا تلتقي



    1


    من مطلع الصمت إلى غروب الكلام ,

    الكلام الذي أتعبه الرحيل و كلما وجد نتوءاً أستوقفه ظنا منه بأن المحطات تجبر الراحل على التوقف .


    لكني لم أحاول أن أفتش في ثنايا كلماتك رائحة عطر تجاوزت فراسة حاسة الشم لدي , لأني نادرا ما استخدم فراستي في هذا الاتجاه , و لم أحاول أن استوقف سيول حروفك وهي تكسر سدودي عنوة , وتقلب صفحاتي كزوبعة في فنجان القهوة ,

    ولم أحاول ترميم بنيانٍ أنهار تحت جحافل ظنونك و هو يحنو بسفور طاغٍ إلى إيحائك بأن تلك الفرس سهلة الانقياد , وسحر الكلام سيصنع منها زورقا ورقيا عصفت به الأمواج و استقر في حويصلة صخرة مدببة, و من البديهي أن يعْلق ذلك الزورق الطافي حسب تخمينك بأي عائق , والكلمات الساحرة كالموج , تجرف معها كل تكوين أنبنى على هامش اللقاء , و هديرك الطاغي يصم الآذان عندما يمر على جثة سمعي و هو ممعن في تجاهلي , استفزازاً لنبض قلبي المشتت بينك و بين دوافعك المتفانية في تحقيق انتصارك .

    وككل مرة , تفكر فقط كيف تشيد صروحك على حيز معلق في الهواء الطلق , فلا يكاد يظهر لك في الآفاق سوى عناق السماء لقمم صروحك التي مازالت قابعة في خريطتك الهندسية .
    لم أحاول أن أغزل من خيوط كبريائي التي تزين وشاحي الأزلي هوية و ادعائها دون حق .

    لكنك أمعنت كثيراً في الدوس على براعم صمتي , كي لا يكتمل نموها إلا إذا كانت أهوائك حديقتها , ولا ترضى أن تتفتح أزهارها إلا إذا كنت قصقصت لها شريط الافتتاح بمقص مزاجك , كما لا يجوز أن يعبرها الربيع إلا إذا أظهر لك الطاعة و التبجيل .

    أكان علي التظاهر بعكس ما أراه منعكسا على نواجذي ؟

    وظاهراً للداني و القاصي! وهو يكاد يُنطق الطين , ويسترد منها الأنين , وما على الهدب أن يسحب فتيل الدمع الحزين .. إلا إني أرفض و بكل قوة إخفاء ما هو ظاهر , و التظاهر بعكسه وأن أكون طرفا في حرب خاسرة .

    أما علمت بأن قلبي سيد قراري؟..

    رغم أنه نزيه من كل تلويث الدهر , و لا تشوبه شائبة .

    هب إنه متواطئ مع عقلي !

    وان كان العقل لا يخطأ غالبا.. إلا أن قلبي أكثر منه وعيا .

    والحدس لا يفلت يده من البصيرة التي قد تتوارى خلفها حواجز ضبابية .. إلا إن البصيرة تخترق الحواجز .

    لهذا حاشاني لوكنت أهملت ري رياض صدقنا ذات يوم , وحاشاني إن لم أفتح نافذة قلبي كي يتسلل من ضلعها الشرقي لوجين القمر , ذاك الذي يتقن كيف يلعب دورك غيابا وحضورا , فتجيد السماء فتح أزاريرها لتدسك في قميصها الفضفاض.




    2


    من مطلع صمتي إلى غروب الكلام , مازلت أحاول أن أطبق على حروفي نواميسك التي أقرت بها الكتابة منذ بدء الهجاء وتخوم الإملاء .

    لم يملِ علي الزمن إلا ما أمليته أنت على ذائقتي , ورفعت به سقفاًبدا يهتز تحت برق الاختلاف , و هزات هزيم الخلاف بيني و بين ما كان من سابق الآلام و مسبوق بالآتي لا يمحوه سوى كفك الدحم , الذي لم أتنبأبه إلا عندما تناهت إلي خطواتك الواثقة والدافقة بالدفء و الأمان و التي تدلل على أنك القرم .

    أرجوك يا لحن الشرق لا تنس بأني دمجت بأنفاسي عطراً لا يغتسل به النسيان , فأنا شرقية العطر و الذكاء والذاكرة , و الغضب و الرضا ,و شرقيتي هي التي تلامس أصابعك بطرف وشاحي..و تنسج منه ابتسامة نسيمٍ برائحة مسك قديم , قدم اللقاء .. وكان اللقاء قبل ديناميكية اللقاء المعروف لأنه تم هناك في الغيم .. حروفك ناولتني فاكهة لم أتذوقها من قبل , وحروفي نثرت أمامك حبات خضل ماطرة حين قلت كيف للسماء أن تمطر ذهبا و للآلئ , وكلاناكان أشبه بالآخر .. وكلانا اتجه بعكس وجهة الآخر , فالطرق تدبر اللقاءات و تتفرق في أول التفاتة نحو ردات أفعالنا , وما إن أستقر سحر الذهول حتى تبدلت الاتجاهات كتبديل السكك الحديدية لـــ مساراتها .

    وشرقيتك هي التي تربطني بندائك الذي يوحي لك دائما بأني غير آبهة به نظرا لشرقيتي .

    ولا تنس بأني اعلم جيدا إنّا معا نحب البحر , ولكن لا تفسر صمتي بالغرور, لأن الغرور أعمى , فلا يرى سوى عمود ظل تكسره الجدران بسهولة , ويمحوه الزوال على هدب الليل .

    الغرور من صفات البحر فأنا لم اتهمه يوما بالغدر لأن الإنسان سبقه على ارتداء ثوب الغرور.

    وحيث حبنا بدأ من البحر, فهو لن ينتهي حتى تتبلل الطين في اليابسة بلون الحب/ر..ذاك الذي يكتبنا معا حتى يغرق البحر بنا, ومن تراه سينتشل البحر من نظراتنا المتشابكة دون التلاقي من خلف شاطئين متقابلين؟

    لا تسكب براكين غضبك ملامة علي

    لأن الشواطئ لا تلتقي أبداً..أبدا..أبدا..ابدا
    [/SIZE]
    التعديل الأخير تم بواسطة آمال المصري ; 09-12-2010 الساعة 12:27 AM سبب آخر: بناء على طلب الأديبة كاتبة النص

  2. #2
    الصورة الرمزية عبدالصمد حسن زيبار مستشار المدير العام
    مفكر وأديب

    تاريخ التسجيل : Aug 2006
    المشاركات : 1,887
    المواضيع : 99
    الردود : 1887
    المعدل اليومي : 0.28

    افتراضي

    الشواطئ لا تلتقي ... لكنها تتعانق ... و تمر عبر مساماتها رسائل ترسم آفاق الوفاق.
    فهي جميعها تتشابه في لحظات التيه و ساعات الهيجان ... و كلها يهدى حلية جميلة ... فاتنة متفردة.
    بينها برزخ الخصوصية / الذات ... و عطاؤها يجملها جميعا / الآخر.
    و الرسالة أن نعي الحدود الدقيقة بين الأنا و الآخر,لحظات التمركز حول الذات و ساعات ممارسة الوجود الجمعي دون الانتهاء.

    المبدعة شريفة نص ممتع وهو للتثبيت تقديرا.
    تحياتي
    تظل جماعات من الأفئدة ترقب صباح الانعتاق,لترسم بسمة الحياة على وجوه استهلكها لون الشحوب و شكلها رسم القطوب ,يعانقها الشوق و يواسيها الأمل.

  3. #3
    الصورة الرمزية شريفة العلوي أديبة وشاعرة
    يرحمها الله

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : بقلب جيبوتي
    المشاركات : 2,093
    المواضيع : 139
    الردود : 2093
    المعدل اليومي : 0.35

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالصمد حسن زيبار مشاهدة المشاركة
    الشواطئ لا تلتقي ... لكنها تتعانق ... و تمر عبر مساماتها رسائل ترسم آفاق الوفاق.
    فهي جميعها تتشابه في لحظات التيه و ساعات الهيجان ... و كلها يهدى حلية جميلة ... فاتنة متفردة.
    بينها برزخ الخصوصية / الذات ... و عطاؤها يجملها جميعا / الآخر.
    و الرسالة أن نعي الحدود الدقيقة بين الأنا و الآخر,لحظات التمركز حول الذات و ساعات ممارسة الوجود الجمعي دون الانتهاء.

    المبدعة شريفة نص ممتع وهو للتثبيت تقديرا.
    تحياتي

    إضافة مذهلة تتميز بقدرة فائقة على التوغل , جاءت على كتف القراءة الدقيقة الواعية , وتكاد تكمل الجوانب المتعددة للنص ..والرسالة على قدر وعينا بالمساحة المتاحة بين الأنا والآخر ما إذا كانت تلك المساحة تجيز تمركز أحدهما على ذاته في محاولة احتواء ..أو تتلاشى المسافات في حالة تماهي واختراق الأنا لحاجز الآخر أم إنها مجرد معيار يحدد لكل منهما حدوده التي لا يتجاوزها إلا في خياله ..وللواقع قوانينه البحتة ..ولذا لا يمكن ان يتصافحا الشاطئين حتى وان تلاقت الأيادي عبورا .
    أخي الأديب عبدالصمد حسن زيبار
    اشكرك على القراءة الناضجة التي اضاءت النص والتثبيت .
    دمت بكل خير


  4. #4

  5. #5
    قلم منتسب
    تاريخ التسجيل : Dec 2010
    المشاركات : 1
    المواضيع : 0
    الردود : 1
    المعدل اليومي : 0.00
    من مواضيعي

      افتراضي

      أفيدونا أفادكم الله
      كبف يتسنى لهذا القلم أن يخبىء داخله مثل هذه القدرة على التصوير؟؟؟؟
      ومن أن أى نبع خفى تستقى هذه السيدة قدرتها على أن تأتى بالصورة عقب الصورة فى تزاحم الظباء التى تتقافز دون أن تتصادم ؟؟!!
      أهى ممسكة بقلم أم بريشة ؟! حتى الريشة ربما ترسم لنا صورة أو صورتين ... أو تستدعى من مخزون ذاكرتها صورا أخرى
      أما أن تتوالى الصور بهذه الروعة والكثافة والجمال... فهو أمر يدهش ذوى الأقلام ويثير غبطتهم وأوشك أن أقول وحسدهم أيضا
      فهل أنتم متفضلون علينا ببعض الإجابات على بعض هذه الأسئلة؟؟
      أغلب الظن أنكم لستم فاعلين .... لأنكم أنتم مثلنا لا تعرفون

    • #6
      الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
      أمينة سر الإدارة
      أديبة

      تاريخ التسجيل : Jul 2008
      الدولة : Egypt
      المشاركات : 23,793
      المواضيع : 393
      الردود : 23793
      المعدل اليومي : 4.00

      افتراضي


      يكفيني طول الإقامة على شواطئ حرفك
      محاولةً لملمة شتاتي إثر ارتكابي حماقة القراءة
      فوجدتني شاردة تائهة
      كلما سلكت جمالاً تحاصرني الروعة تأبى إلا المكوث أتهجد في محراب حرفك البديع
      الشريفة الرائعة ...
      تقبليني عابرة سبيل حطت رحالها بجواركم
      صباحك الياسمين

      نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    • #7
      الصورة الرمزية كريمة سعيد أديبة
      تاريخ التسجيل : Nov 2009
      المشاركات : 1,435
      المواضيع : 34
      الردود : 1435
      المعدل اليومي : 0.26

      افتراضي

      الرائعة شريفة العلوي
      يعجز حرفي عن مسايرة انسياب كلمك بهذه الطلاقة والطراوة
      مع كل نص جديد يزداد إعجابي بقدرتك الفائقة في اختيار المفردات
      المتلائمة مع عمق المعاني ...
      إعجابي الكبير

    • #8
      الصورة الرمزية نادية بوغرارة شاعرة
      تاريخ التسجيل : Nov 2006
      المشاركات : 20,306
      المواضيع : 329
      الردود : 20306
      المعدل اليومي : 3.10

      افتراضي

      اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالصمد حسن زيبار مشاهدة المشاركة
      الشواطئ لا تلتقي ... لكنها تتعانق ... و تمر عبر مساماتها رسائل ترسم آفاق الوفاق.
      فهي جميعها تتشابه في لحظات التيه و ساعات الهيجان ... و كلها يهدى حلية جميلة ... فاتنة متفردة.
      بينها برزخ الخصوصية / الذات ... و عطاؤها يجملها جميعا / الآخر.
      و الرسالة أن نعي الحدود الدقيقة بين الأنا و الآخر,لحظات التمركز حول الذات و ساعات ممارسة الوجود الجمعي دون الانتهاء.

      ========
      ليس عندي المزيد ، فقد قال أخي عبد الصمد كل ما وددت قوله .

      تحية لكاتبة تأخذنا إلى ما وراء الكلمة .

      تقبلي مروري .
      http://www.rabitat-alwaha.net/moltaqa/showthread.php?t=57594

    • #9
      الصورة الرمزية لمى ناصر أديبة
      تاريخ التسجيل : May 2006
      الدولة : زنبقة الروح
      العمر : 39
      المشاركات : 1,424
      المواضيع : 37
      الردود : 1424
      المعدل اليومي : 0.21

      افتراضي

      بديع عندما ندخل بروح الذات
      ونجتمع معها بلحظات أُنسية

      جميل حرفك كاتبتنا..دمت مبدعة.
      تتوق الرُّوح إلى أن تكون في مكانٍ أعظم
      تظلُّ تهفو لمسكنها تهفو كثيرا !

    • #10
      الصورة الرمزية إسماعيل القبلاني شاعر
      تاريخ التسجيل : Jan 2010
      الدولة : تراجيديا الأمة
      المشاركات : 1,211
      المواضيع : 168
      الردود : 1211
      المعدل اليومي : 0.22

      افتراضي

      محاولة التجريب .. في طرق باب آخر وجديد للكتابة .. جميل جداً .. من أنثى .. تشعر وتتنفس بالمسافة الفاصلة بينها وبين الكلام .. في مهب الرجل .
      كان الطرق هنا جيد .. لمرحلة لا ترقى لمستوى المعنى .. مما يعني أن جودة المحاولة لطرق باب جديد في الكتابة .. كانت أقوى من لا شيء لتفشل ..
      "والتجريب هو خطوة أخرى للوصول " .. لذلك هي قطعاً لم تنجح المحاولة كلياً ..
      الإيحاء .. يلقي تحية المعنى على القارئ .. وعليَّ أيضاً كقارئ .. توقف قليلاً !
      وقليلاً جداً .. كانت هناك زاوية مظلمة في النص .. يفصل بيني وبينها شعوري كرجل .. هذه الزاوية التي هي أصلاً .. إخلاص مفعم بالمخيلة من جانب الطرق ..
      **
      الشواطئ لا تلتقي .. هي صورة معكوسة لمن قال " بأن الشفتين لا تفترق "
      المحاولات تستلقي على ضفاف النص مما يعني الانتصار بقدوم نص فريد إيحاءاً ومعنى .. فالمدخل .. البوابة الأولى للنص ..:
      "من مطلع الصمت إلى غروب الكلام ,
      الكلام الذي أتعبه الرحيل و كلما وجد نتوءاً أستوقفه ظنا منه بأن المحطات تجبر الراحل على التوقف
      ."
      كان حافلاً بالمفاجأة .. لأتوقف .. مع محطات هذا النص .. برحلته الأولى ..
      فما بين المطلع والغروب نهاراً شريداً من الحديث .. لكنه مع التجربة لم يكن غريباً .. أو مجهولاً.
      النتوء .. لا يجبر الراحل على التوقف بمحطاته .. محطات الرتابة هي من توقف كل شيء بالظن ..
      مما يبرهن عدم المحاولات التالية :
      "
      - لكني لم أحاول أن أفتش في ثنايا كلماتك رائحة عطر تجاوزت فراسة حاسة الشم لدي , لأني نادرا ما استخدم فراستي في هذا الاتجاه ,
      - لم أحاول أن استوقف سيول حروفك وهي تكسر سدودي عنوة , وتقلب صفحاتي كزوبعة في فنجان القهوة ,
      - ولم أحاول ترميم بنيانٍ أنهار تحت جحافل ظنونك و هي تحنو بسفور طاغٍ إلى إيحائك بأن تلك الفرس سهلة الانقياد , ....., حتى ,, و بين دوافعك المتفانية في تحقيق انتصارك .
      - لم أحاول أن أغزل من خيوط كبريائي التي تزين وشاحي الأزلي هوية و ادعائها دون حق .

      "
      لتأتي الأسئلة : لماذا لم تحاول ؟ .. هل تخشى الفشل ؟ .. ولماذا تعترف بأنها لم تحاول ؟
      ولكن الإجابة بسيطة جداً .. لأنها ملت من رحيل الكلام .. لذلك هي تغط في نهار صامت مما يدل على سعة التأمل لديها .. فتوقفت لتحتضن حقيقة شواطئ الأحداث بهذا النص .
      عدم المحاولة ليس يأس من محطة الفوز أو الفشل .. ولكنه الملل مما يحدث ويتكرر دون جدوى ..
      " وككل مرة تفكر فقط كيف تشيد صروحك على حيز معلق في الهواء الطلق "
      وهنا تفسر عدم محاولاتها لأنها تعرف بأنه يتصرف بأنانية تامة .. ككل مرة .. ومن يتصرف بأنانية لا يرى إلا ما يفعل .. ولا يسمع إلا ما يقول .. بخارطة هندسية خصصها لنفسه.


      ويستمر نهارها الصامت .. في :
      " لكنك أمعنت كثيراً في الدوس على براعم صمتي , كي لا يكتمل نموها إلا إذا كانت أهوائك حديقتها "
      وهذا ما لا تستطيع التصرف معه .. خريطته الهندسية .. أنانيته المطلقة فكيف تلتقي بها .. ونهارها صامت جداً .. أما مقص المزاج فهو قادم إلى ربيع أيامها من خريف أنانيته أيضاً .. بغض النظر عن الحقوق في التصرف .. لكن .. ما قالت :
      " أكان علي التظاهر بعكس ما أراه منعكسا على نواجذي ؟"
      لكن لماذا تضع هنا مرآة متشظية من إختزال الإبتسامة وهي تملك القوة لتتحدث .. لتوضح .. لتطالب بأحقيتها .. ولكنها حقاً فعلت ورفضت :
      " إلا إني أرفض و بكل قوة إخفاء ما هو ظاهر , و التظاهر بعكسه وأن أكون طرفا في حرب خاسرة ."
      قبل أن ينطق الطين .. لم تتفجر دمعاً .. لتطبق بوجهه باب مزاجه .. بقوة العاطفة القادمة من القلب .. فالعاطفة إن لم تنقاد لشخصٍ ما هي حتماً .. تنقلب عليه .. لتتآلف الإنقلابات من القلب إلى العقل .. لأنها لن تلتقي به أصلاً فهو بالكاد يعلم :
      "
      - أما علمت بأن قلبي سيد قراري؟..
      - هب إنه متواطئ مع عقلي !
      - وان كان العقل لا يخطأ غالبا.. إلا أن قلبي أكثر منه وعيا .
      "

      معتمدةً بكل هذا على الحدس .. مخترقةً المد والجزر الضبابي .. بإعتمادها على البصيرة ..
      فهي تفتح شق قلبها للوجين القمر .. متناسية حضوره .. رغم رياض الصدق .. ذات يوم ..
      التي لم يكن بها مقص مزاجه .. ولهذا يظل طيفه في زاويه مظلمة من قلبه تحدثه بأنه فشل معها ..
      فمن يملك قراره بعقله وقلبه .. لا يسلم نفسه لآخر من مجرد كلمات عاطفية .. تعمي كل شيء
      .. لقد طرقت باباً جديداً في الكتابة .. ولكنها سلمت نفسها للحدس .. وفي الحقيقة لقد كانت جيدة .. بالمقطع الأول من النص .. وحضت بالقليل من التأثير وليس التجديد ..
      ومنه ما جاء هنا :
      " كيف تشيد صروحك على حيز معلق في الهواء الطلق "
      فالحيز المعلق في الهواء الطلق أكبر دليل لتأثير الاشيء ليكون صرحاً .. بمعنى آخر هي أن أنانيته
      صرح من الاشيء .. وعلى حيز لا وجود له أصلاً .. ويا لروعة مقارنتها في ما سبق .
      وأيضاً .. ما حاولت أن تأثر بضحكها .. فأثرت على النص :
      " أكان علي التظاهر بعكس ما أراه منعكسا على نواجذي ؟"
      فالنواجذ لا تظهر إلا عن ضحكة .. وضحكة شديدة .. ولكن في لحظتها .. لتجاهل الحدث .. كانت الإبتسامة الساخرة أفضل .. ولو قالت مثلاً : "أكان علي التظاهر بعكس ما آراه منعكساً لأسمح لنواجذي بالظهور "
      فالإنعكاس على النواجذ دليل على الدعابة الحاصلة أمامها .. لذلك هي أهتمت بها .. فظهور نواجذها يلغي انصياغها مع لحظة الألم فقد ألغت تواطئ العقل مع القلب بالسخرية .
      فقد أخطأت .. وأخفت الألم بهذه الضحكة حتى وإن كانت ساخرة .
      فقد صدقت .. وكان لازماً عليها أن تظهر العكس .. ولكنها للأسف انقادت مع الأمر بشفافية
      عكس ما تحدثت عنه بعمق خطوة واحدة فقط تلخبط الأمور ولكنها هنا خطوة رائعة لأنها سؤال للنفس .. فيظل بينها وبين نفسها حتى وإن كان هنا أمامنا في هذا النص .. ويظل ماهية الأمر لها .



      ***










      على ضفاف الشواطئ التي لا تلتقي أبداً .. أتوقف في رحلة النص الثانية .. ففي الرحلة الأولى كان الحديث في المنطق العام لمسافة الكلام بينهما .. ولكن هنا علها شعرت بالوحدة فاختزلت الأمر على نفسها من المدخل .. :
      " من مطلع صمتي إلى غروب الكلام "
      لتمحوره فيما بعد عليه بمحاولات أخرى لم تحاولها لأنها ملت .. بل ما زالت تحاولها لأنها توقفت عند لحظات كانت حافلة بالحديث عنها .. بالموافقة للفائدة منها .. لأنها لحظات أعطتها إبداع .. فما زالت تحاولها .. لتتعلم منها لحظات أخرى تشعرها بالحروف وهي تحلق بجوار مخيلتها فتكتب :
      "
      - مازلت أحاول أن أطبق على حروفي نواميسك التي أقرت بها الكتابة منذ بدء الهجاء وتخوم الإملاء .
      "
      فيأتي السؤال يقطع محاولتها .. لماذا ما زالت تحاول ؟
      لتكون الإجابة : لأن الزمن لم يملي عليها إلا ما نسجه هو على ذائقتها .. من عدم المحاولة إلى المحاولة

      فتبدأ الزاوية المظلمة من هنا .. فتفصل بيني وبين علاقتي بالنص .. بمفردات لها نكهة القائل.. ويحها كيف فكرت لتحوير الهزيم والبرق :
      " برق الاختلاف .. هزيم الخلاف "
      وتختزل الزاوية ترجي آخر له حضور جميل ..
      " أرجوك يا لحن الشرق لا تنس بأني دمجت بأنفاسي عطراً لا يغتسل به النسيان "
      فكيف دمجت أنفاسها .. ؟
      كيف جعلت شواطئ الرائحة تلتقي بشواطئ أنفاسها ؟.. وهي من قالت بأن الشواطئ لا تلتقي .. أليست هذه زاوية مظلمة !
      الرائحة التي لا وجود لها بأنفاسها .. ورائحة العطر الذي لا يغتسل به النسيان ..
      فهل هذا كله لأنها سطرت نفسها شرقية العطر .. والذكاء والذاكرة والغضب والرضا
      كل ما جاء بعد كلمة أنا شرقية .. ألم تسأل نفسك لماذا أحبت أن تكون شرقيه بهذه الصفات ؟.. ولكن لماذا جعلت الذاكرة وكأنها صفه هنا .. فهل هناك سر في ما أحبت الكاتبة أن تكون شرقيه فيه ؟
      نعم هناك سر .. ألا وهو :
      " و شرقيتي هي التي تلامس أصابعك بطرف وشاحي.. "
      السر هو الوشاح الذي يغطيها مع كل خصالها الشرقية .. لذلك هي حقاً تأتي بعد كل هذا
      لكونها شرقية .. ولذلك صدق من قال بأن المشرقيين يستفيقون بعد المغيب .. وهذا هو ما جعل هذه الزاوية المظلمة .. مساحة أكبر من عتمة الإيحاء .. في النص .
      ونعود للزاوية المظلمة :
      "
      - .. وكان اللقاء قبل ديناميكية اللقاء المعروف لأنه تم هناك في الغيم .
      - ولا تنس بأني اعلم جيدا إنّا معا نحب البحر , ولكن لا تفسر صمتي بالغرور, لأن الغرور أعمى , فلا يرى سوى عمود ظل تكسره الجدران بسهولة , ويمحوه الزوال على هدب الليل .
      - وكلانا كان أشبه بالآخر .. وكلانا اتجه بعكس وجهة الآخر , فالطرق تدبر اللقاءات و تتفرق في أول التفاتة نحو ردات أفعالنا , وما إن أستقر السحر الذهول حتى تبدلت الاتجاهات كتبديل السكك الحديدية لـــ مساراتها .

      "
      ديناميكية اللقاء .. كيف تتم بالغيم ؟
      الغرور الذي لم تسمح له بتفسيره .. أوصلهما هناك .. بصمتها وأنانيته .. فاختلفت خرائطهما الهندسية .. لذلك لن يكون كنزهما واحداً .. رغم البداية في توحدهما بالحب
      مما جعل الشرقية تربط بينهما .. فهم مستشرقين وهذا ما ربط بينهم وما فرق بينهم
      فالشرقيون لا يأبهون بالمستشرقين .. فلا يوجد حبل للربط بينهما .. ساعتها .
      فلبسوا ثوب الغرور .. من محبتهم للبحر .. ولأن الإنسان .. لأنهم سبقوا البحر في ارتدائه
      .. لنصل لقوة النص للنهاية .. للختام .. للون الحب .. لقوة الحبر :
      "
      وحيث حبنا بدأ من البحر, فهو لن ينتهي حتى تتبلل الطين في اليابسة بلون الحب/ر..ذاك الذي يكتبنا معا حتى يغرق البحر بنا, ومن تراه سينتشل البحر من نظراتنا المتشابكة دون التلاقي من خلف شاطئين متقابلين؟
      لا تسكب براكين غضبك ملامة علي
      لأن الشواطئ لا تلتقي أبداً..أبدا..أبدا..ابد
      ا "

      أخيراً .. تحدته .. وانسلخت من مبادئه ومفاهيمه واستقلت عنه .. لتقابله .. ولتهمس في وجهه
      لا تسكب براكين غضبك ملامة علي ..
      نعم لقد صدقت .. بأن الشواطئ لا تلتقي أبداً .. ولكن الأسباب تتوحد معاً ..
      فهو لن يقوى .. إلا على الصفح لحظتها .. فقد أجادت الطرق .. على المساحة المتبقية للتجديد
      ولكنها فشلت أيضاً .. فالحب والغرور والشواطئ والبراكين والمستشرقين لم يلتقوا بهذا النص فقد التقوا مسبقاً ..
      ولكنها صدقت .. فأجادت المعنى .. تمحوره كيف ما تشاء
      وهذا هو سر القوة بهذا النص ..

      وهذه إبتسامة أضعها .. لنقاء قلب الكاتبة .. عباره عن مقامات شكر

      لهذا النص

      وأسأل الله .. التوفيق بها .. فأنا لا أعرف إن كنت أصبت .. أم أخطئت فما طرحته هنا هو عبارة عن وقفة بسيطة على كاهل النص .

      محبتي .

    صفحة 1 من 4 1234 الأخيرةالأخيرة

    المواضيع المتشابهه

    1. الشواطئ لا تلتقي (3)
      بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 34
      آخر مشاركة: 08-10-2021, 08:10 PM
    2. الشواطئ لا تلتقي (4)
      بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 21
      آخر مشاركة: 13-02-2011, 04:37 PM
    3. الشواطئ لا تلتقي (2)
      بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 30
      آخر مشاركة: 29-01-2011, 11:48 PM
    4. الشواطئ لا تلتقي (5)
      بواسطة شريفة العلوي في المنتدى النَّثْرُ الأَدَبِيُّ
      مشاركات: 16
      آخر مشاركة: 26-01-2011, 06:58 PM
    5. قراءة نقدية في " الشواطئ لا تلتقي 2" للأخت شريفة العلوي.
      بواسطة إسماعيل القبلاني في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
      مشاركات: 7
      آخر مشاركة: 17-01-2011, 11:21 PM