لم أخنكِ
سأبكي فما حالي عليَّ بسائلٍ
وليسَ سوى عيناكِ تدري مَصَابِيَا
ودمعكِ يكوي النارَ فوقَ ثِيَابِنا
فليتَ معِ الأيَّامِ يصحو فؤاديا
جُرِحتُ فرقَّ الدَّهرُ يومَ تضرُّعي
وراحَ أنينُ الليلِ يجري مُنَادِيَا
ورحتُ أُنادي أينَ كنتِ طفولتي
لعُمري على الأيَّامِ حقَّ انتِظَارِيَا
غُدِرتُ فَلَن يُجدي بِحَالي كَئَابَةً
فكوني على دربِ الغيابِ حصانيا
لِحُبِّي على نهرِ المودَّةِ وردةً
وكوخاً منَ الأصدافِ تحتَ ذِرَاعِيَا
وعُشباً تودُّ الأرضُ يلمسُ حضنَها
وليلاً أحبَّ البدرَ يعلو الأعاليا
تعالي على صدري وضمِّي خواطري
أودُّ أشمُّ العطرَ تشفى جراحِيَا
عيونُكِ داراً لستُ أعلو سوارَها
وحبُّكِ دفءً في الشتاءِ دوائيا
قرأتُ على رمشيكِ جمراً بموقدٍ
جلستُ طوالَ الوقتِ أقرأُ ما ليا
تقولينَ أني خنتُ وعداً قطعتُهُ
وفي هاتفينا صوتنا ليسَ نائيا
لبينةُ قالت أنَّني لستُ صادقاً
وأكذبُ مهما كانَ صدقي ملاذيا
أَهَنتِ فراحَ الليلُ يجرحُ عابثاً
وصوتي صدىً لو كانَ يعرفُ دائيا
رسمتُ على كفِّ الربيعِ كلامَنَا
وأودعتُ في عينيكِ لونَ خِطَابِيَا
وما كنتُ أدري أنَّ صمتي بحرقَتي
لجينٌ على كفِّ البحيرةِ غافيا
تَهَمتِ فؤادي بالخيانةِ مرَّةً
ولم تشفقي فالقلبُ عافَ بُكَائِيا
سأبكي فوحدي قد فقدتُ طفولتي
وعدتُ إلى عينيكِ أهجو ديَارِيَا
سأبكي فليسَ العمرُ يبكي كشاردٍ
سأبكي فلا تبكي حبيبةَ قَلِبَيا