السليقة هي العادة والطبع، وقد غلب استعمالها في التحدث، لكننا نريد هنا تكوين سلائق كتابية؛ فإن كان الصوت لا يتخلص من اللحن للأسباب المعروفة العلومة فليتخلص الحرف المكتوب.(1) الهدف
وأنتظر التفاعل حول كيفية اكتساب سليقة صحيحة في الكتابة.
1- المخصص لابن سيده:(2) نصوص بيان معنى "السليقة"
أ- أبو عبيد: إنه لَكَرِيم السَّلِيْقة - أي الطَّبِيعة، ومنه قيل: فلانٌ يَقْرأُ بالسَّلِيقة أي بطَبِيعته وليس بتَعْلِيم. قال أبو علي: النسَب إلى السَّلِيقة سَليقِيُّ، وهو مما شذَّ فثبتَ فيه حَرْف اللِّينِ الزائدُ.
ب- وقالوا: سَليقِيّ- للرجل يكون من أهل السّليقة، وهو الذي يتكلم بأصل طَبْعه ولغته، ويقرأ القرآن كذلك. وأظُنُّه من الأعراب الذين لا يقرءون على سُنّة ما يقرؤه القُرّاء وعلى طَبْع القُرّاء، ويقرأ على طبع لغته.
2- تاج العروس من جواهر القاموس لمحمّد بن محمّد بن عبد الرزّاق الحسيني، أبو الفيض، الملقّب بمرتضى الزَّبيدي
أ- السَّلِيقَةُ كسَفِينَة: الطَّبيعَةُ والسَّجِيَّةُ، وقالَ ابنُ الأعْرابِيِّ: السًّلِيقَة طبْعُ الرَّجُلِ، وقالَ سِيبَوَيهِ: هذه سَلِيقَتُه الّتِي سلِقَ عليها وسُلِقَها. ويُقال: فُلانٌ يَقْرأ بالسَّلِيقَةِ، أَي: بطَبِيعَته، لا يتَعَلَّمُ. وقال أَبو زَيْد: إنّه لكَرِيمُ الطبِيعةِ والسَّلِيقَة. ومن سَجَعاتِ الأساس: الكَرَمُ سَلِيقَتُه، والسخاءُ خَلِيقَتُه.
ب- ويُقال: فلانٌ يَتَكَلمُ بالسَّلِيقِيةِ- مَنْسُوبٌ إِلى السلِيقَةِ، قالَ سِيبَوَيْهِ: وهو نادرٌ. أي: عن طَبْعِه لا عَنْ تَعَلًّم. ويُقال أَيضًا: فُلان يَقْرَأ بالسلِيقِيَّةِ، أَي: بطَبْعِه الَّذِي نَشَأ عليه. وقالَ اللَّيْثُ: السَّلِيقِي من الكلام ما لا يُتَعاهَدُ إِعْرابُهُ، وهو فَصِيح بليغ في السمع عَثُورٌ في النَّحوِ. وقالَ غيرُه: السَّلِيقِي من الكلام ما تكَلَّمَ به البدوِيُّ بطَبْعِه ولغَتِه، وإِن كانَ غَيْرُه من الكَلام آثَرَ وأَحسَن.
وقال الأزْهَرِيُّ: قولُهم: هو يقرأ بالسَّلِيقيةِ، أي أَنَّ القِراءة سنْة مَأثُورةٌ لا يَجوزُ تَعَدِّيها. فإِذا قرأ البَدَوِي بطَبعِه ولُغَتِه، ولم يتبع سُنَّةَ قُرّاءَ الأمصارِ- قِيلَ: هو يَقْرَأ بالسلِيقِيةِ، أَي: بطَبيعتِه، ليسَ بتَعْلِيم. وفي حدِيثِ أبي الأسوَدِ الدؤَلِيِّ أَنَهُ وضع النحْوَ حين اضْطَرَب كلامُ العَرب، فغَلَبَت السَّلِيقِيَّةُ أي اللغَةُ التي يَسترسل فيها المُتَكَلِّمُ بها على سَلِيقَتِه من غير تَعهّدِ إعْرابٍ، ولا تَجَنبِ لحن. قال:
ولَسْتُ بنَحْوِي يَلُوكُ لسانَه ** ولكِن سَلِيقِيٌ أَقُولُ فأعرب
3- تهذيب اللغة لأبي منصور محمد بن أحمد الأزهري
عْلب عن ابن الأعرابيِّ قال: السليقةُ: المحَجَّة الظاهِرة، والسلِيقة: طبع الرَّجلِ... وقال اللَّيْث: السَّلِيقِيُّ من الكلامِ ما لا يُتعاهدُ إعرابُهُ، وَهو في ذَلِك فَصيحٌ بليغٌ في السمْعِ عَثُورٌ في النَّحْو. وقال غيره: السَّلِيقِيُّ من الكلام ما تكلّم به البدَوِيُّ بِطَبْعهِ ولغته، وإنْ كان غيره من الكلام آثر وأحْسن.
4- شرح شافية ابن الحاجب
وأنشد بعده وهو الشاهد الثالث والخمسون (من الطويل): 53 - ولست بنحوى يلوك لسانه * ولكن سليقى أقول فأعرب
على أن السليقى في النسبة لسليقة شاذ، قال صاحب العباب: السليقة: الطبيعة، يقال: فلان يتكلم بالسليقة: أي بطبعه لا عن تعلم. وفى حديث أبى الاسود الدؤلى أنه وضع النحو حين اضطرب كلام العرب فغلبت السليقية أي اللغة التى يسترسل فيها المتكلم بها على سليقته من غير تعهد إعراب ولا تجنب لحن.
قال: ولست بنحوى يلوك لسانه ... البيت
ولم يتكلم عليه ابن بري في أماليه على الصحاح، ولا الصفدي في حاشيته عليه، وكذا أورده ابن الأثير في النهاية غير منسوب إلى قائله.
والنحوي: الرجل المنسوب إلى علم النحو، ويلوك لسانه: من لاك الشئ في فمه إذا علكه، يريد التكلف والتصنع في الكلام. وسليقى: خبر مبتدأ محذوف: أي أنا سليقى، والقياس سلقي كحنفي في النسبة إلى حنيفة. وأعرب: من الإعراب وهو القول المفصح عما في الضمير، وجملة " أقول - الخ " صفة كاشفة لسليقي.
ولم أقف على قائله، والله سبحانه أعلم
5- المعجم الوسيط
(السليقة): الطبيعة. يقال: فلان يتكلم بالسليقة، أي ينطق بالكلام صحيحا من غير تعلم. و-: الشريحة بين الجنبين. و-: أثر الأقدام والحوافر في الطريق. و-: الطريق الظاهرة. و-: شيء ينسجه النحل في الخلية طولا. و-: الذرة تدق وتصلح وتبطخ باللبن (ج) سَلَائق وسُلُق.
(السليقي): المنسوب إلى السليقة. و-: العربي الذي ينطق بالكلام صحيحا من غير تعلم. ومنه قول الشاعر:
ولست بنحوي يلوك لسانه ** ولكن سليقي أقول فأعرب