|
أوشكتِ أن تتلاشَيْ في مدى أُفقي |
لم يبقَ منكِ سوى خيطٍ من الشفقِ |
خُذي بقيّةَ ما خَلّفتِ من وجَعٍ |
مِلءَ الفؤادِ وما أثقلتِ من رَهَقِ |
وغادري ليلتي هذي وهَدأتَها |
واطوي عن الجفنِ ذيلَ السهدِ والأرَقِ |
وأفرديني بطعْناتي التي نزفتْ |
بالأمسِ منكِ الُمُّ الفتقَ بالرَّتَقِ |
دعي الخواطرَ تصفو عبرَ ذاكرةٍ |
لَوَّثْتِها صوراً من عهدِكِ الرنِقِ |
واستخلصي من دمي حِثْلاً يُخثِّرهُ |
فقد يعود لماضيه من الدفَقِ |
ولملمي ما تشظّى من زجاجِكِ في |
حِنوي فهيهات أن يحظى بملتصَقِ |
ها أنتِ ذا شمعةٌ تخبو ذُبالتُها |
كعينِ مُحتضرٍ في آخرِ الرمَقِ |
ذاب الذي طالما في القلبِ أجّجها |
فارمي بواقيكِ فوق الشمعِ واحترقي |
حاصرتِني بحبالِ السحرِ ساعيةً |
مثلَ الأفاعي تفحُّ السمَّ في الحدَقِ |
أرويتِني من أباطيلِ الهوى عَلَلاً |
حتى انثنيتُ وغيرَ المَينِ لم أذُقِ |
وكم رسمتِ لعيني بهرجاً وسناً |
كخُلّبِ البرقِ أودى دونما غَدَقِ |
يا زهرةً حسُنتْ قد ساء مخبرُها |
والزهرُ في بعضِه خالٍ من العبَقِ |
قد كان ما بيننا في غابرٍ كلِحٍ |
أعافُ من ذكرِه في حاضري الألِقِ |
فلا تسمّيهِ حباً حسبُه كذبٌ |
كم شُوِّه الحبُ من زورٍ ومُلتفَقِ |
ولستُ أعرفُ ما كان اسمُه:لعباً |
على العواطفِ أم ضرباً من الحُمُقِ |
لكنه اليومَ أمسٌ مُطفأٌ أبداً |
والضوءُ يغمرُني في آخرِ النفَقِ |
فامضي لشأنِكِ إني لستُ مُلتفتاً |
خلفي وما كنتُ أثني لحظةً عُنُقي |
كلٌّ قضى وطَراً فيه بصاحبِه |
لهوتِ وانداحَ طيشُ الخافقِ النزِقِ |
درسٌ من امرأةٍ جُرّعْتُ حكمتَهُ: |
لا تركننَّ لمعسولِ الهوى المَذِقِ . |
. |
|