|
أيا واقفاً ترثي طلولاً تبالى |
غدت بعد طولِ العهد رسماً مهالاً |
ضعيفاً تـُسافيهِ الرياحُ وقد ثوى |
غريباً و أدعَـتـْهُ السنونُ خيالاً |
و عَرَّت سُلاماهُ المَضاربُ وَحْشة ً |
وصبرٌ على الأعصارِ عَزَّ مِحالاً |
و أخنـَتْ عليه الماحلاتُ من البــِلى |
أحالت خـَضارَ الحب فيه رمالاً |
وقفتُ به والفكرُ يَرمَحُ شارداً |
على دربِ ذكرى أعسَرَتهُ منالاً |
فما لي أرى يا دارُ وجهَكِ شاحباً |
وما لي أرى الجدرانَ منكِ هَيالاً |
و سقفُكِ أهوى بعد عَلـْوٍ فأ ُلحِدتْ |
رواياتُ فخرٍ أرهَـقـَتـْه دلالاً |
و لم يَبـْقَ غيرُ القـَوس ِيعزفُ لحنـَه |
حزيناً ودمعُ المِحـْجَرَين ِ تـَلالا |
فخاطبته يا عمُّ هذا أنا فهلْ |
ذكرْتَ عهوداً بيننا وسِجالاً |
فأعرضَ عني لم يُجـِبْ عن تساؤلي |
ولكنَّ طرفَ العين ِ ودَّ وِصالاً |
فـَعـُدْتُ وأغلـَظـْتُ التساؤلَ عنده |
و هل أنتَ تـَنـْسى أدمُعاً وخِلالاً |
أما تذكرُ الألعابَ حين كـَسَرتـُها |
عليكَ و طيناً قد صَنـَعتُ جـِمالاً |
و تذكرُ صخراً قد رَكِبتُ كفارس ٍ |
فأقحمتـني بحرَ الخيال ِ قتالاً |
ثلاثونَ مرَّت سبعة ٌ فوقـَها وقد |
نـَثـَرتُ على كلِّ البلاد رِحالاً |
وما فارقـَتْ ذكراكَ يوماً جوانحي |
وما عزَّ قلبي للنسيم ِ سؤالاً |
فلما أغـَظـْتُ الصمتَ فيه أجابني |
و رَفـَّتْ حماماتُ الوفاءِ فقالَ |
بُنيَّ أقم يا صاحبي عن مسائلٍ |
وقد كان في لـُطفِ الحديثِ مِثالاً |
أما قد ترى الأجفانَ مني أشابَها |
زمانٌ و أحجاري أبـَتـْهُ زوالاً |
أصارعُ أنـَّاتٍ بروحي وما بَرَتْ |
ضـَرَتـْها طيوفُ الظاعنينَ شِمالاً |
و قد زادَ من عَسْفِ الليالي تـَذ َكـُّري |
ندامى و أجيالاً عليَّ تتالى |
بنوا الإنس ِ أنتمْ لا يطولُ وصالكمْ |
ولكنه عندَ المَذاق ِ تحالى |
تـُشيدوننا نبقى دهوراً وأنتمُ |
طيوفٌ كما شـُهبُ السماءِ توالى |
وما أنت إلا منهـُمُ فابتـَعـِدْ ولا |
تعـُدْ لا تـَزِدْ حزني عليك ظِلالاً |
و ذرني وحيداً أحتسي من مواجعي |
بُنيَّ أفِق ْ إنَّ الطلولَ ثكالى |
فهذا حديثُ الدار ِ حقاً ولا مـِرى |
أتـَحْسَبُ داراً لا تـُجيدُ مقالاً |