لست من هواة التغريب وإدراج الكلمات الأجنبية فى الحديث, ولكن أعجبنى اللفظ, فهو يشعرك بأنك أمام "حالة" كما يقول الفنانون, وترجمته تصيبنا بالحكة وآلام الضمير, لهذا سأدع أمر الترجمة جانباً بعض الوقت.
ما هو النيبوتيزم؟
لا تتعجب من الكلمة, فلا أشك أبداً أن أحدنا قد مضى فى الحياة دون أن يتعامل به مرة" أو مرات", ولكن المثير فى الأمر أننا نلعنه جهراً ونتعامل به سراً, وبل ونلعن أنفسنا حين لا نجده معنا مسانداً ومؤازراً.
متى تعاملت بالنيبوتيزم؟
* ألم يكن لك يوماً ولد؟ شاب واعد تظنه من خيرة شباب البلد, ذكى ولماح, أنفقت عليه فى تربيته وتعليمه حتى أوشكت على الإفلاس, والآن نال شهادته بتفوق أو بغير تفوق - لا فرق- هنا يأتى دور النيبوتيزم , فأنت تتذكر فى هذه اللحظة من يدينون لك بخدمة أو من ترتبط أعمالهم بأعمالك , أو بأحد من علية القوم الذين يمتون لك بصلة بعيدة جداً , وبالتأكيد سيجد ولدك طريقه إلى الحياة العملية بكل سهولة من خلالهم , ومن خلالك.
لست أقلل من أحقية ولدك فى هذا العمل فربما كان بالفعل ذكياً ولماحاً, ولكن يبقى السؤال , أليس هناك غيره ممن قد يفوقونه علماً وذكاءاً وخبرة وابتكاراً ولكنهم لا يستطيعون الوصول؟ إنهم قوم لا يمتلكون "نيبوتيزماً" يؤهلهم لأى شىء.
*ألم تكن أنت نفسك عرضة فى يوم ما لضغوط من أى نوع؟ فى العمل أو مع السلطة أو حتى مع الجيران, ألم تفكر أن تضغط على من يضايقك بقريبك " فلان" الذى يبث اسمه الرعب فى القلوب؟
أو أن تهدد بأن الأمر سيصل ل "علان" الذى تربطك به أعمال او صداقة , فيلين لك الحجر وتتحول الذئاب إلى قطط تتمسح بثيابك لتنال رضاك؟
هذا هو النيبوتيزم بكل أبعاده وقبحه وتحكمه وضغطه على عقولنا وتخريبه لثوابت الحياة وقيمة العمل الجاد وقتله للأحلام وإهلاكه للضمائر , هذا هو النيبوتيزم بصورته الحقيقية البشعة, فهل تريد أن تعرف ترجمته للعربية؟
لن أفعل, فأنا أربأ بلغتنا الجميلة أن تحتوى لفظاً بهذا القبح.