صـدى ثـورة الياسـمين
آهِ من نارِ المساءاتِ التي
تجتاحُ وجداني
أحاسيسي
وفكري ..
آهِ من جمرِ المساءاتِ التي ظلَّتْ بأعماقي
توارتْ في رمادي
كلَّما هبَّتْ رياحُ القهرِ أذكتْ نارها
أوَّاهُ من نيرانِ قهري ..
كم مساءٍ عشتُهُ و(البوعزيزي) كانَ فِيَّ الثائرَ المسجونَ
في أعماقِ صدري..
آهِ كمْ كبلَّتُهُ صبراً
وكمْ مارستُ في تكميمِهِ
إرهابَ جَلاَّدي وفقري..
آهِ كمْ أطعمتُهُ وهمَ الخطاباتِ التي تُمسي سَحاباً
ثمَّ تغدو في قفارِ الواقعِ المرِّ وعوداً من سرابْ..
أهِ كمْ جرَّعتُهُ بالصمتِ أصنافَ العذابْ..
علَّهُ بالصمتِ والإذعانِ ينجو
من سكاكين الذئابْ..
غير أنَّ (البوعزيزي) الآنَ أمسى
ثلثَ مليارٍ جديدْ..
حطَّم الأغلالَ حراً
يتلظَّى في فؤادي في دمي
يجتاحُ أوهامي وصبري
سائراً للفجرِ في عزمٍ حديدْ..
لمْ يعُدْ خوفي من الجلاَّدِ يُثنيهِ
ولا حرفي من الطاغي يَهابْ..
يقذفُ الحقَّ بوجهِ الظلمِ صوتاً
يُرعبُ الطغيانَ
لا تثنيهِ آلافُ الحرابْ..
في ثباتٍ سائرٌ في الدربِ حراً
وشعاري في المسيرْ:
في يميني قلمي الحُرُّ الرشيدُ المستنيرْ
في شمالي غصنُ بُنٍّ مثمرٍ
وأنا بالحُبِّ والإخلاصِ كالشمعِ المنيرْ..
إنني ماض إلى التغيير سِلماً
وعلى كتفي الحمامْ..
أنبذُ الإرهابَ والقهرَ وأدعو للسلامْ..
أنشدُ الحريَّةَ العدلَ البناءَ المجدَ .. ماضٍ للأمامْ..
فاستمعْ يا أيُّها الطاغي لأصواتِ الملايين بحرفي
واتَّعظْ قبلَ الحسابْ..
أيُّها المهووسُ بالطغيانِ قلْ لي
كيفَ أعماكَ الغرورْ؟!!
كلَّما أبصرتَ دمعي
قلتَ من فرطِ السرورْ..
وإذا ما جلجلتْ في أذنِكَ الصماءِ آهاتي ترنَّمْتَ
وقلتَ الآهَ من عشقٍ وليستْ من جراحْ
فإذا ما صاحَ أطفالي من الجوعِ مساءً أو صباحْ
قلتَ أحسِنْ أدبَ الأطفالِ يا هذا .. وأسكتهمْ
فقدْ أزعجتمُ الجيرانَ .. ما هذا النواحْ!!
وإذا ما أسكَتَ الأطفالَ فقري بالمرضْ
وعلا صوتي وقد عزَّ على طفلي الدواءْ
قلتَ كمْ طفلٍ من التخمةِ وافاهُ المرضْ
لا تمُتْ همَّاً ؛ فهمْ (جِداً) صِحاحْ
أرشدِ المرضى إلى الصومِ إذا رُمتَ الشفاءْ..
أيُّها الطاغي
أما للشعب حقٌ في الحياةْ؟!!
كلُّ شيءٍ صارَ في يمناكَ من مالٍ وجاهْ
لمْ يعُدْ للناسِ رأيٌ .. ليسَ إلا ما تراهْ
أيُّها المغرورُ هلْ أمسيتَ في الناسِ الإلهْ؟!!
أيُّها الطاغي
أنا الشعبُ فلا يُغريكَ بي فقري وصبري..
طفحَ الكيلُ
فلذْ بالعدلِ والشورى إذا أحببتَ
أو فارحلْ عن الكرسي
فإنَّ الأمرَ أمري..
هكذا باتتْ مساءاتُ الملايين مساءاتي
فقلْ إنْ شئتَ أنِّي غارقٌ في الحُلمِ أهذي
لستُ إلا ناصحٌ .. أرجو من الرحمنِ أجري..
***
شعر : ياسين عبد العزيز
24-1-2011