|
هَلْ مُزْنَةً تَهْمِي فَيَبْتَلُّ الصَّدَى |
أَوْ هَاتِفًا بِالبِشْرِ يَرْجِعُ بِالصَّدَى |
أَرْنُو إلى أُفُقِ الخَلاصِ فَلا أَرَى |
نَجْمَ السِّماكِ يَقُودُنِي والفَرْقَدا |
وَيَهِيمُ في الفَلَواتِ حُلْمُ جَزِيرَةٍ |
ضَلَّتْ سَفِينَتُهُ الدُّهُورَ المَقْصِدا |
في بَحْرِ بُؤْسٍ مُظْلِمٍ مُتَلاطِمِ الْـ |
أَحْقَادِ يُورِدُ مَنْ يَخُوضُ بِهِ الرَّدَى |
وَيَطُوفُ بِالشُّطْآنِ عِنْدَ الفَجْرِ عَلْـ |
ـلَ نُخَيْلَةً نَبَتَتْ فَوَافَى المَوْرِدَا |
أَوْ جَذْوَةً مِنْ شَمْسِ حَقٍّ أَشْرَقَتْ |
فَصَلَى بِهَا حَطَبَ الظَّلامِ وَأَوْقَدَا |
يا مِصْرُ يا أَرْضَ الكِنَانَةِ والفِدَا |
هَلْ كانَ للتَّارِيخِ قَبْلَكِ مُبْتَدَا |
يا دَارَ عَمْرٍو لا يَزالُ النُّورُ يَسْـ |
ـطَعُ مِنْ قِبابِكِ والأَذَانُ مُرَدَّدَا |
يا قَلْعَةَ الأَحْرَارِ مَا عَرَفَ الغُزَا |
ةُ كَبَأْسِ شَعْبِكِ في الوَغَى أو أَعْنَدَا |
شَعْبٌ عَصِيٌّ عَاصِمٌ مُسْتَعْصِمٌ |
أَهْدَى الحَضَارَةَ للعَوَالِمِ واهْتَدَى |
أَقْبَاطُهُ أَخْوَالُنا وَلَنا بِهِمْ |
رَحِمٌ نَبَرُّ بِها الخَلِيلَ وأَحْمَدَا |
وَلَنا بِكُمْ يَا أَهْلَ مِصْرَ مَواعِدٌ |
عَهْدِي بِكُمْ لا تُخْلِفُونَ المَوْعِدَا |
مَا طَالَ سَدٌّ فَوقَ نَهْرٍ غَاضِبٍ |
إِلاّ وَبَحْرٌ خَلْفَهُ قَدْ أَوْعَدَا |
يَا مِصْرُ أَرْهَقَنا الجَفَافُ بِمَجْدِنَا |
مِنْ فَيْضِ نِيلِكِ أَنْهِلِينا السُّؤْدُدَا |