..
لأَنـّكِ أَنْتِ أنيسَةُ لَيلي ,
يطيبُ لكُلِّ النُّجومِ التأنيَ في النّومِ
حتّى يُطِلَّ الصّباحْ .
لِتَسمعَ زَقْزقَةَ الفَجْرِ
فَوقَ شِفاهِ البَلابِلِ , تأتي إليَّ
بأحَلى الأماني التي غادّرَتني ,
لِتَنسى وتَغْفِرَ ذَنْبَ الجِّراحْ .
..
لأنّكِ أنتِ سَفيرَةُ بَوحي ,
تَعودُ جَميعُ حُروفي اللواتي
هَجَرْنَ القَصيدَةَ عِنْدَ احتِراقي .
لِتَنْزلَ فَوقَ صَحيفَةِ عِشْقي ,
وَتَرْسُمَ طَيرًا يُغَنَي لِطَيْرٍ ,
عَلى غُصْنِ حُبٍّ ,
يُوَشْوِشُهُ عَبْرَ هَمْسٍ رَقيقٍ
يُسيلُ المآقي .
تُرَدِّدُ في أُذْنِ مَاضٍ عَميقٍ ,
تَقولُ تَعالَ لِدِفءِ اشْتِياقي .
..
لِأَنّكِ أنْتِ خَزينَةُ صَمْتي ,
أفَتِّشُ عَنْكِ وَعَنَي وإِنَي
يَضيعُ حَديثيَ بَيْنَ السّكونْ .
لَعَلّكِ تَخْتَبئينَ كَلُغْزٍ ,
وَخَلْفكِ كُلُّ المَعاني تَرَدّى
عَلى شَفَتَيْكِ كَزَهْرٍ يَموتْ .
فأرْجِعُ لَيْسَ لفهميَ حَوْلٌ ,
وَلا لِفُؤادي سِوى العَجْزِ مِنَي
وصَوتِ القُنوتْ .
كَأنَكِ رِحْلَةُ يُونسَ طَالتْ ,
فَهَلْ طَابَ نَوْمُكِ
في بَطْنِ حُوتْ ..؟
..
لِأَنَكِ أنتِ اقْترابِي وَبَوْني ,
لِأنَكِ سِجْني فإنَي أسِيرٌ
لِحُبّي وَوَهمي
وَهَذي العُيونْ .
وَجُبْنُكِ قَيْدٌ يُضاعِفُ هَمّي ,
وَتَأكلني في انْتِظاري السُّنونْ .
وَأبْحَثُ خَلْفَ الحَوائطِ عَنّي ,
أراني .. فأسْألـُني
يا أنْتَ قُلْ لي ,
بِرَبّكَ أنّى أَتَيْتَ , أجِبْني
تُرَى يا أنايَ , تُرى
مَنْ تَكونْ ..؟
..
بقلم: م . رفعت زيتون
القدس في 7 \ 2 \ 2011
..